دير مار أشعيا – مار أشعيا – المتن

(تأسّس سنة ١٧٠٠، عيد شفيعه ١٥ تشرين الأوّل)

في هذا المرتع المبارك، على تلّة عرمتا، شهدتِ الرهبانيّة الأنطونيّة تفتّحَ علاماتها الأولى على أنقاض دير قديم مهجور منذ قرون. فبين حجارة دير مار أشعيا، الراهب الحلبيّ، رسّخ الأنطونيون عام ألفٍ وسبعِ مئةٍ صخرتهم المسيحيّة، وجذّروا دعوتهم الرّهبانيّة بإلهامٍ مُنِير من المطران جبرائيل البلوزاني لتمتدّ البشارة المسيحيّة في جبل لبنان حتّى أعمقه، حتّى أروقةِ الإمارتين المعنيّة والشهابيّة.

هكذا، مدّ دير مار أشعيا جسر العلاقة بين رهبانيّة مارونيّة تشهد على ملكوت المسيح وحكّام الجبل، أمراءِ آل أبي اللمع وآل شهاب الموحِّدّين ما حدا بأفرادٍ من الأسرتَين الكبيرتَين النافذَتين اعتناقَ الإيمانِ الكاثوليكي في مناطقَ متنيّة بأثر من الرهبان الأوائل، أبناءِ المطران البلوزاني بالروح والدّعوة المستجابة.

تكوّر الجنينُ الرّوحي للأنطونيين في دير مار أشعيا بعنايةِ آباءٍ جدّدوا الحياة الرهبانية المنظّمة: سليمان الحجّة المشمشاني، وعطاالله كريكر الشبابي، وموسى زمّار البعبداتي.

إلا أنّ ما شيّدته الأيادي الرّهبانيّة الأنطونية وهي ترفع راحاتِها صوب السماء، وترسمُ شارة الصليب بإيمان متسامٍ دمّرته الأيادي الغارقة في الدمّ، تلك المسنونة على حدّ البغضاءِ والمصفِّقة لحروب تعاقبت على الدير وتركت بصماتِها الهدّامة من ١٨٤٠ – ١٨٦٠، إلى الحرب العالميّة الأولى، وقد كانتِ الأشرس، إذ تركت آثارها على الدير وأخذت بدربِ أصدائها صوتَ المعاول ومقالع الحجارة، فدمّر الجيش التركيّ المعالمَ الدينيّة للدير وأحرق مكتبته الشهيرة مستخدمًا الأوراق المحروقة ليدفأ من برد يضرب الاجساد المشرّدة في عراء الحرب العالميّة الأولى.

عاد دير مار أشعيا يشعّ نورا رهبانيًّا مع مرور السنين وتتالي الآباء المسؤولين عليه فوسّعوه وكبّروا غرفه حسب الحاجات المستجدّة، لتواكبَ تطوّرا طاول الأداء وحمل دومًا روحانية أنطونيّة.

ففي العام ألفٍ وتسعِ مئةٍ وأربعينَ (١٩٤٠) توسّع الدير ثم أضيفت الساحات. تغيّر المدخل في ستينيّات القرن الماضي، ثم في سبعينيّاته أُعِيد بناءُ الجزء الغربي، في عهد الأبّاتي بولس تنوري عام ١٩٩٢ كذلك أضيف عليه طبقة، وفي عهد الأباتي سمعان عطاالله، عام ٢٠٠٢، أُضيفت صالاتٌ ومطبخ مع بعض الخدمات. وفي العام ٢٠٠٥ وُسّعت أبنية الحارة لتربية المواشي، واستُصلحت الاراضي حولها، وأُنشئ معملٌ للأجبان، واستُحدث مكانٌ لتصريف المنتوجات الزراعيّة، ليُطاولَ الأنطونيون اكبر شريحة اجتماعيّة في محور دير مار أشعيا وبناء علاقات أخوية مع أبناء المنطقة بجانب تنقيب الأرض وتحويلها واحات خصبة مباركة على غرار موارنة جبل لبنان ليبقى لبنان قمّة مارونيّة تناجي من عليائها الله بأصوات رهبانيّة لها وقعُها الأقرب الى قلب الله.

حضور الرهبان في دير مار أشعيا الامّ والأساس لمنبت رهبنتهم في حقل الرب الشاسع دفعهم ليبذروا قمحهم في المجتمع المحيط بهم للطوائف كافة لا سيما ايام الحرب اللبنانيّة الأخيرة، فشرّعوا بوّابة الدير الكبرى للعائلات النازحة من المتن والشوف وعاليه وتحوّل الدير الى مدنٍ في مدينة كبيرة هي مدينة الله المُحبّة عكسها الأنطونيون في إكرامهم الناس وحمايتهم بالصلاة والإكساء والكلأ ولإقراء الضيف وخدمات إجتماعيّة شتّى مرّت عبرها الرسالة الروحيّة وجوهر الدين المسيحيّ ومبادئ الرهبنة الأنطونية.

وهذا ما بدا واضحا جليا في الصداقة بين الرهبان الأنطونيين وأهالي بلدة المزكّة، صداقة بدأت بالشراكة اليومية، ولم تنته الا بالشراكة الروحيّة نجم عنها ثقة متبادلة فباع الدير من الشركاء عقاراتٍ بأسعار رمزية لتعزيز البلدة، ليصرّ الأهالي والأعيان في الموازاة على ان يتسلّم راهبان من الدير إدارة شؤون بلدة مار اشعيا-المزكّة، للمخترة مع مجلس اختياريّ، ولرئاسة البلدية مع مجلس بلديّ. فكان الحضور الأنطوني البارز إجتماعيا وإنمائيًّا ضمن بلدية مار أشعيا ومخترتها المعتبرة نموذجية. كما شكّلت رعيتهم الكبيرة في حماية الدير نقطة انطلاق لخطوات تربوية رعوية توسّع نطاقها.

أمّا مدرسة دير مار أشعيا الإكليركية فشهدت منذ تأسيسها عام ألفٍ وتسعِ مئةٍ وتسعةٍ وثمانين ١٨٨٩ حضورا طالبيا بارزا خرّجت إثره دفعات من الرهبان المتتلمذين على أيدي معلّمين مشهورين في مناخ تربوي محترف ووسط مكتبة غنية تضم مراجع بخمس لغات جمعها ونسّقها الأب المؤرّخ عمانوئيل بعبداتي رئيس الدير آنذاك والرئيس العام للرهبنة لاحقا علما أنّ هذه المدرسة نُقلت من دير مار انطونيوس- بعبدا سنة ١٨٦٥ إلى دير القلعة- بيت مري، ثم إلى دير مار أشعيا. وبعد خمسَ عشرةَ سنة على فترة التأسيس راجت مجلة “كوكب البرية” اللقب المرافق للقديس أنطونيوس شفيع الرهبان وبعد ثلاث سنوات ١٩٠٨ بدأ إصدارها من دير مار أنطونيوس الحدت لتأتي الحرب الأولى وتدمر في طريقها الفكر والكلمة كما الحجر والبشر.

يرتدي دير مار أشعيا الراهب أهميّة بعيدة نظرا لأنه يعود في القِدم الى أسس الرهبنة الأنطونية ومأسّستها. فهو المؤسسة الرهبانية والروحية والرعوية والزراعية الأم في الرهبانية الأنطونية، منه ينهل الأنطونيون العبق الأوّل، ويستلهمون لمسارهم الرّوحي الخطوات السديدة، وكلّما أصابتهم الحرب وجعًا أو الواقع الاجتماعي ألـمًا لاذوا باركان الدير يطيّبون جراحَ القلب بمنابعِه المبلسِمة صلاةً ووحيًا إيمانيًّا.

وكما المطارح الأنطونية المباركة أراد كفرُ الحرب أن يجرّبها كذلك دير مار أشعيا نال من الحرب حصّة التهجير والبُعاد. لذا، شاءت الرّهبنة الأنطونية أن تجعلَ منه مركزيّة محصّنة وأيقونة مسمّرة على حوائط تاريخها المديد فسمّته ديرا للحياة الجَماعية، والصلوات الجمهورية، وحافظت فيه على مرّ الازمان بالقرّاية الشهيرة حيث يتحلّق الرهبان حولها لتلاوة صلاة الفرض باللغة السريانية. أنتجت القرّاية نهجًا ومدرسة من الألحان السريانية ميّزا الرهبانية وفي الوقت عينه تحوّلا إلى مدرسة ليتورجية.

كم كثر الرهبان في هذا الدير، ودفقوا أمواجا مؤمنة فأضاءوا مصابيح دعواتهم بزيته مذ قرّر المجمع العام رفع سن الابتداء إلى الثامنة عشرة، ليشهد على مدى أربعة عقود ولادة روحيّة ونماء رهبانيا قلّ نظيرُه على المستويات الروحية والليتورجية، والاجتماعية، والتربوية والوطنية أدّاها مئة وخمسون راهبًا عشراتِ المرّات ومئاتِها، وأدخلوا بأسلوبهم ونهجهم وإطلالتهم أمام الجمهور الروحَ الكنسية الى القلوب، والمزايا المارونيّة الى العقول جاعلين من مار أشعيا ديرا جاذبا للمبتدئين في المتن، حيث انتشرت مدارسهم ورعاياهم وشدّوا أواصر العلاقات في عزّ الحرب مع شباب لبناني كاد أن يضيع في متاهة لغة العنف والقتل فشدّه خيط ثوب الرهبان الأنطونيين الى حقل الكنيسة ليبدأ معهم مشوار سلام روحيّ توّج بسيامة رهبانيّة.

من قلب دير مار أشعيا الى قلوب الرعايا، نبض وخفق روحيّ وكلمة ربّانيّة نشرها الأنطونيون فزادوا وزنات الدعوات واستثمروا رسالتهم بين الناس المؤمنين وأولئك التائقين الى الإيمان وشهدت رعايا عدّة -كبرمانا، المزكّة، العيون، جورة البلّوط، نابيه، المسقى، الغابة، رومية المتن، السفَيْلة، صليما – حضورًا أنطونيًّا رئيسا في كنائسها، وانسحبت الخدمة الأنطونية على أديار الرّاهبات إحياء للقداديس والوعظ في دير راهبات الصليب – برمّانا، دير مار ضوميط، دار الرحمة، دير راهبات اللعازرية – برمّانا، راهبات مستشفى ضهر الباشق. ولم تقتصر الخدمة الأنطونية على القداديس بل الإرشاد للحركات الدينية والتأسيس للجوقات والتعليم الكنسي والحياة الليتورجيّة.

 وفي دير مار أشعيا ترى أفواجا من الرعايا ترمي تعبها ويومياتها في رحابه، وتتهيكل صلاة ورياضة روحية ووقفات تأملية بجوار محبسة وصومعة أمّها رهبان أنطونيّون تاركين خلفهم الدنيا وانبهاراتها ليُبهروا ذواتِهم بشعاع ربّانيّ ومنهم الأخ سابا نصرالله سركيس من عبيه، هو مَن عاش مع إخوته في الدير حوالى عشرين سنة بالفضيلة والإماتة والتقشف، ثم ناشد إخوته ورئيسه الاباتي سمعان بلوني العيش منفردًا في محبسة بناها قرب الدير وأمضى فيها أياما صلاة متبرّدا بماء روح الله حتى آخر نسمة من حياته في ٢٨ أيار ١٩٠٠ (قضى الأخ سابا ثلاثَ سنوات في محبسة دير مار عبدا ثم تسعَ عشْرةَ سنة في محبسة دير مار أشعيا)، ليبقى حيًّا بعدها بآيات عِجاب نفسيّة وجسدية، أقام بفضلها النفوس والأجسام من السقام فبرأت من مَعين دعوته الأنطونية ولقائه بالنبع الإلهيّ صعودا الى فوق.

حياة التنسّك الأنطونيّ تجدّدت في الأول من تشرين الأول ألفينِ وستّة عشَرَ (٢٠١٦) مع دخول الأب منير-شربل بو داغر إلى المحبسة الجديدة، فكان دخوله تجديدًا للحجر وللعهد بالتكرّس أمام الله في صلاة دائمة.

رئيس الدير: الأباتي مارون أبوجوده

قيّم الدير: الأب يوسف الفخري

معلّم الابتداء: الأب روبير المعماري

هاتف: 24/960076 – 24/961176 – 24/862813
فاكس: 24/862814

دير مار عبدا المشمّر – زكريت

(تأسس سنة ١٧١٦، عيده في ٣١ آب)

للتاريخِ ذاكرةٌ بعيدة تحت أعمدة هذا الدير.

فهو وإن بات واحدًا من الأديرة-الأبناء المكانيِّين للرهبنة الأنطونية منذ العام ألفٍ وسبعِ مئة وستةَ عشرَ (١٧١٦) وتحتفل بعيد شفيعه في الحادي والثلاثين من آب إلا أنه ابنُ حضاراتٍ مُوغِلة في القِدَم، يصحو جرسُه كلَّ يومٍ قارعًا على مسامعِ مَن كانوا ههُنا صوت الإله الحيّ يدعوهم الى مذبح الكنيسة، هم من كانوا أتباعَ تقرباتٍ متباينة، فينيقيّةِ الهُويّة، وثنيّةِ العبادةِ، ذاتِ طقوسٍ غريبة، وضع علماءُ الآثار يَدهم البحثيّة على انقاضِها وبقايا قرابينها فوق تلة المشمّر في زكريت حيث التلالُ المترامية الأطراف ينقل صدى لونِها صدى عباداتٍ وأدعية لإله الهيكل، وتحته محرقاتٌ بشريّةٌ تُقَدّم فداءً للإله الهيكليّ ومعه البئر والشجرة المقدّسة وكلّها عناصرُ هدّتها الهزّاتُ الأرضيّة أواخرَ القرنِ السادسَ عشرَ وبقِي منها ما يذكّرُ بها.

علماءُ الآثار يرجّحونَ أن دير مار عبدا يقوم على أنقاض معبد فينيقيّ طُمِسَ على مرّ الزمن بعبادات شعوب توالت على المنطقة وجعلت من التلّة والمغارة العجائبيّة ضمنًا مدفنًا فينيقيًّا أو رومانيًّا حوّله الأنطونيون مدفنا للرهبان لتزول العلاماتُ الوثنيّة الفينيقيّة، وتتوشّحَ المغارة بعلاماتٍ مسيحيّة، بعدما جُدّدتِ كنيسة مار عبدا عهدَ البطريرك الدويهي منذ العام ألفٍ وستمئةٍ وخمسة وثمانين (١٦٨٥). قد تسلّمته الرّهبنةُ الأنطونيةُ بصكِّ تمليكٍ من البطريرك يعقوب عوّاد في عهد الرئيس العام الأب عطاالله كريكر في السّابعِ والعشرينَ من تمّوز عام ألفٍ وسبعِ مئةٍ وستّةَ عشرَ (٢٧ تموز سنة ١٧١٦).

شهِد دير مار عبدا المشمّر – أي الحارس – فوق التلّة الحارسةِ تبدّلاتٍ في بنائه وأحوالِه منذ العامِ ألفٍ وثماني مئة وعشرَ (١٨١٠)، ومرّ بمراحلَ عدّة بين القرنين التاسعَ عشرَ والعشرين مع تسلّمِ غيرِ رئيسٍ مهامّ الدّير واهتمامِهم ببناء مطحنة وجرِّ الماء إليها، فيما استحبسَ آخرون في حرمِه مقرّبين الصلاة تقشّفًا وتأمّلا، أوّلُهم الحبيس يوحنا الحاج يوسف الجعيتاوي، وآخرُهم -وهم ستّة- الأب جرمانوس الدرناني المتوفّى عام ألفٍ وثماني مئة وتسعين (١٨٩٠).

مع إتمامِ ترميمَيْنِ حديثَيْنِ عامَ ألفٍ وتسعِ مئة وسبعةٍ وستين (١٩٦٧) على يد الأب اقليموس حكيم وبإشراف لجنة الآثارات الوطنيّة، والأبّاتي بولس تنوري عهدَ الأبّاتي داود رعيدي عامَ ألفين وأحدَ عشرَ (٢٠١١)، كما واظبَ الأنطونيون على فتحِ المغارةِ العجائبيّة لتقربةِ المؤمنين نذوراتِهم لا سيّما للولادات والشفاءاتِ، وواكبوهم بجعل ماء جرنِ كنيسةِ الدير نهرَ أردنّ ثانيًا، يثبّتُ الاطفال في درب المسيح بمعموديّة الروح القدس متمّمين بهذا السرّ ما رسمهُ الناسك مار عبدا في درب نسكهِ حين كان، فوق تلّة المشمّر بين القرنينِ الخامسِ والسادس، يُعمِّدُ الناسَ ويسهرُ طوال الليل متيقظًا حارسًا في موضعٍ عالٍ مقدَّسٍ يُوحي ارتفاعُه بأنه جارُ الله أبدًا.

رئيس الدير: الأب نادر نادر

قيّم الدير: الأب إدمون اندراوس

هاتف: 04/926080

فاكس: 04/922430

دير مار الياس – انطلياس

(تأسّس سنة ١٧٢٣، عيد شفيعه في ٢٠ تموز)

القَسَمُ الوطنيّ لعاميّة أنطلياس والقَسَمُ الروحيّ للرهبان الأنطونيين يتقاسمانِ وسط هذا الدير الجاثمِ في قلب بلدة انطلياس عند مفترق طرقٍ بين ساحل المتن الشماليّ وأعاليه، تلتقي عنده مهما تباعدت، ويأخذ دروبهم الناسُ اليه، يَصِلون فيُصلّونَ ويُسبِّحونَ الله وشفيعَه مار الياس، ويقصدون الى مسرحه لينهلوا فنونًا وأدبًا وإيقاعاتِ حركةٍ موسيقيّة نهضت بين أعمدتِه، ويتنقلّون في معارضه ليستعرضوا الكنوزَ الثقافيّةَ في لبنان ومنه الى العالم.

ديرُ مار الياس وكنيستُه ورعيّتُه الكبيرة ثالوثيّةٌ أنطلياسيّةٌ لها بركةٌ بعيدةُ الأثرِ في الزمن، تعود الى عشرينيّاتِ القرنِ الثامنَ عشرَ بعدما تسلّمته الرهبانيّة سنةَ ألفٍ وسبعِ مئة وثلاثةٍ وعشرين (١٧٢٣) من غبطة البطريرك يعقوب عوّاد، فكان الأنطش، باكورةُ الدير فترةَ       رئاسة الأب العامّ بطرس عطايا، وقد ضمّ القبو شمالي الكنيسة وقبوًا آخرَ تحوّل محالًّا، بُنيت فوقه غرفٌ مع إيوان في وسطها، وغرفٌ للزوّار في الطبقة الثانية. يُذكر أن الكنيسة الصغرى كانت الوحيدة على الطريق بين نهر الموت ونهر الكلب، وشكّلت محطة للتجار على الخط الساحلي.

حفظ دير أنطلياس بداياتِه لمئويّةٍ ونصفِ المئويّة في ظلِّ توالي الرّهبان الأنطونيين عليه صلاةً وتقدمةً وحضرةً بين أهالي الرّعية الواسعة حتّى أقيمَ إيوان جديد أواخر القرنِ التاسعَ عشرَ فتزيّا الأنطش بأحمرِ القرميد، وتكحّل ببلاط الرّخام قبل أن تُهدَمَ الكنيسة القديمة وتعلوَ كنيسةٌ أرحبُ لناحية الحائط الشرقي على صخرة كبيرة ممتدّةٍ اكتُشفت في خلال عمليّة البناء.

الورشةُ الكبرى في دير مار أنطلياس نُفِض غبارُها وعلت حجارتُها منتصف ستينيّات القرن العشرين فجاورتِ الكنيسةَ القديمة كنيسةُ الدير الكبيرةُ الجديدة، وخصّص تحت الكنيسة الوسيعةِ مسرحٌ وقاعاتٌ، هي اليومَ مكانٌ لمعرض مار الياس الثقافيّ والدينيّ ومركزٌ للّقاءات الأدبيّة والفنيّة والروحيّة وقِبلةٌ لكلّ من شاء التوقيعَ على أثرٍ جديد بحبر من إيمان.

دير مار الياس الساكنُ في دائرة حركة بشريّة وتجاريّة وسياحيّة، لم تهدأ حركةُ تطويرِه وتدعيمِه وتوسيعِه حتى التسعينيّات من القرن الماضي وما بعد الألفين تلبيسًا بالحجر الطبيعيّ وترميمًا وتجديدًا للكنيسة الصغرى، الأيقونة الأثريّة في قلوب المؤمنين، كما بُنِيت الصالة خلف الكنيسة الكبرى. ولاحقًا توسّعت غرفُ الدير ومكاتبُه وقاعاتُ الاستقبال فيه، وشغلت لوحات ُالقديسين جدرانَه مطلع الألفين ليُدشّنَه عام الفين وثلاثة الأبّاتي سمعان عطاالله.

تطبيقًا لمقرّرات المجمع الفاتيكانيّ الثاني، شكّلت رعيّة مار الياس أوّل مجلسٍ رعويّ في الكنيسة المارونيّة، لإحياء نهضة ليتورجيّة لافتة، وحياة رعويّة عصريّة، وجماعات إيمان مميّزة ألهمت الكثير من الرعايا، فامتزج العمل الروحي مع العمل المسكوني والانفتاح على مختلف الكنائس، مع الثقافي والاجتماعي. وما زالت الرعية حتى اليوم محطة اساسية في الفكر الرعوي والرؤية الليتورجية المتجدّدة.

فالتاريخ الروحيّ الكنسيّ يشهدُ على أنّ ديرَ مار الياس حيث ترجمتِ الرعيّة المجمع الفاتيكاني ّالثاني، مروحةُ إيمانٍ تنسّم على أبناء رعيّة يلفَون في هذا الدير – الكنيسة إحياءً حقًّا لمناسباتِهم المسيحيّة، ومحطّاتهم الثقافيّة مع الحركة الثقافيّة- أنطلياس، ويسترجعون كلّما تعالتِ الترانيم حولَ مذبحِه أصداءَ ثورةِ العامّيّة، ثورةٍ اشتعلت من كنيسة مار الياس نذرًا وميثاقَ شرفٍ عام الفٍ وثماني مئةٍ وأربعين (١٨٤٠) تحت عين النبيِّ القدّيس الشاهرِ سيفَ الحق. وكذلك كلّما حملوا صلبانَهم وأوجاعَهم ليقدّموها أمام جلجلة المسيح عادت الى مسامعِهم آهاتُ الصوت الملائكيّ فيروز هي من كانت لسنواتٍ من سطح الكنيسة القديمة الى حرم الكنيسة الجديدة تمدّ صوتها جسرا لعبور الذاهبين الى طرق أورشليم من دير مار الياس – أنطلياس الأنطوني الجوهر الانتماء والترهبُن.

رئيس الدير: الأباتي أنطوان راجح

قيّم الدير: الأب عادل الدكاش

هاتف: 04/415717 – 04/414420 – 04/410568
فاكس: 04/405387

ص.ب.: 70323 – انطلياس

دير مار سركيس وباخوس – اهدن

(تأسس سنة ١٧٣٩ – عيده في ٧ تشرين الأول)

من أيدٍ مُمَيرنةٍ ومقدّسة في ثلاثينيّات القرن الثامن عشَرَ، إنتقل هذا الديرُ بأمانة الروح والايمانِ والخدمة الرهبانيّة الى الرّهبان الأنطونيين الأوائل. إنتقلَ بميزةٍ تاريخيّة مارونيّةٍ كونه الديرَ الوحيد الثابت فوق أرضه بذاكرة بخوره وجدرانِه ورهبانِه فيما الأديار الأخرى آلت إلى الأنطونيّين خِربًا أو بقايا أديار. فديرُ مار سركيس وباخوس التاريخيُّ المبنيّةُ حجارتُه على أنقاضِ هيكل ٍكنعاني قديم، استلمته الرّهبنة الأنطونية في بداياتِ خدمتها لتصلّيَ في كنيسته حيث رُسِم كاهنًا الى الأبد الاب اسطفانوس الدويهي، هو مَن اعتلى علمًا وقداسةً كرسيَّ البطاركة، فتابعَ الأنطونيون مسيرة الصلاةِ من الدير السادسِ في عُهدتهم مرمّمينَه وموسّعينَ بناءَه في محلّة تُعرَف برأس النهر شهدت على مدى مئتين وثلاثين سنة ماضية إقبالَ الأساقفة إلى إهدن في الصيف (١٤٧٣-١٧٣٩) متّخذين من هذا الدير الأثريّ مقرّا لهم.

على ثلاث مراحلَ جدّد الأنطونيون ديرَهم الإهدنيّ أقبيةً وكنيسةً وبناءَ طبقة وتدويرَ عقدٍ، وذلك من أواسط القرن التاسعَ عشرَ حتى بداية القرنِ التاسعَ عشرَ حين نُهِبَ الديرُ وأمتعةُ الكنيسة وسُرقتِ الثيابُ والأمانات عامَ ألفٍ وتسعِ مئة واثني عشَرَ (١٩١٢) فيما أقفِلت مدرسة أرادها الأباء لتعليم أبناءِ الجوار بدايةَ العام ألفٍ وتسعِ مئة وثمانية بسبب اندلاعِ الحرب العالميّة الأولى، ليُعادَ على مرّ السنين تصليح الكنيسة وتوسيع خورسِها وترميم الكنيستين في الدير بإشراف المديريّة العامّة للآثار عامَ اثنين وسبعين. ثم رُمّم الطابق العلويّ سنة ١٩٩٣ وفُصل حائط الكنيسة العلويّة عن الطريق.

والمعروف أنّ هذا الديرَ وجارَه مار سركيس زغرتا تتوأما في الرهبنة الأنطونية منذ العام ألفٍ وتسعِ مئة وثمانيةٍ وثلاثين (١٩٣٨) متبادلَين إقامة الرهبانِ فصلَي الشتاء والصيف على مثال سكان إهدن وزغرتا في عيش رهبانيّ متجذّر بالأرض لاستنبات فروع الصلاة المظلّلة المكانَين، والممتدّة الى الجوار في تلاقٍ مع بذور مسيحيّة شبابيّة تنمو في أرضٍ ديريّةٍ أنطونيّةٍ خصبة، وتردّدُ من إهدن التسبيح كلَّ يوم وسنويًّا في ذكرى رسامة المكرّم البطريرك مار اسطفانوس الدويهي الكهنوتيّة لنيلِ بركة بطريرك على طريق القداسة.

رئيس الدير: الأب زكا القزي

قيّم الدير: الأب شربل سمعان

هاتف: 06/560026
فاكس: 06/560600

دير مار يوحنّا القلعة – بيت مري – مركز الرئاسة العامة الصيفيّ

(تأسّس سنة ١٧٤٨، عيده في ٢٤ حزيران)

مجدٌ قدِيمٌ يعانقُ هذا الديرَ الاثري. مجدٌ من تاريخ يعانق المطارح والاروقة وينكتبُ على وجه حجارةٍ ذاتِ لمساتِ فينيقيَّةِ ورومانيَّة والبيزنطيّة عبرت وخلّفت أثرًا في تراثٍ رهباني انطوني تراكم منذ العام ١٧٤٨ حين جذْر القس سمعان عريض الصخرةَ الأولى لعمارة دير مار يوحنا في قلعةٍ طوى الزمن كثيرا من حجارتها وأبقى على الكثير منها، فارتفعت الحجارة وتسامت بناءً أوّلَ لأقسام الدير وبينها قبو مار انطونيوس حيث تنبع الصلاة من اركانه، بينما كانتِ الكنيسةُ تعلو وترتسم هندستُها العام ١٧٦٢ فوق هيكل وثنيٍّ قديم على اسم القديس يوحنا المعمدان فيه البلاط من الحجر، والمذبحُ من الرخام مع الأقبية والكلار والمائدة. لكنّ الزمنَ لم يُتِح لدير مار يوحنا سلاما روحيًّا، فتتالي الحروبِ والحوادث الأهليّة جعل الديرَ عُرضَةً للحريق والنهب بين ١٨٤٠ و١٨٦٠ لتُعادَ لملمةُ ما سقط منه العام ١٨٩١ وتزهرَ قُبَّةُ الكنيسة من الرماد، ويعلوَ الجرس شكلا وصوتا يقرعُ برجاءٍ قيامةَ الدير واهلَه فيُقبلَ التلاميذ المدعوون المبتدئون الى رحابه ليكرّسوا دعواتهم قبل أن تخصّص الرهبنة الأنطونية دير مار ضوميط – روميه ديرًا للابتداء.

لكنْ، كما الايمان لا يكلّ فان الشرور لا تني تبثُّ أسودَها في حوائط الدير، فأصابت دير مار يوحنا بجولة جديدة من الدمار، واقتحم جيشُ جمال باشا الدير وشرّد الرهبانَ لاجئين صوب الشابورية – عين سعاده حيث بَنوا كنيسةَ سيدة البشارة.

خمسُ سنواتٍ ومار يوحنا القلعةُ الأنطونيةُ اقتُلِعت من أقبيته نداءاتُ الرهبان للرب القدير، وتحوَّل قلعة مركزيّة للدمار والحرب فأُحرقت مكتبة الرهبان وتهاوى البناءُ القديم، إلا أن الإيمانَ المترسِّخَ مع التاريخ في مار يوحنا أعاد الرهبانْ من غربتهم القسريَّة فعاد مار يوحنا القلعة مركزًا للرئيس العامِّ صيفًا في العام ١٩٢٢، وأصلحه الأب مارون رعد ليقطنَه رهبانٌ يؤمِّنون الخدماتِ لبعض الرعايا المجاورة، في حين أُعيدَ اعتمادُ دير مار روكز – الدكوانة مركزًا للرئاسة العامَّة شتاءً.

توالتِ السنون، والمراحل المفصليّة الزمنيّة والطبيعيّة تترك أثرَها في الدير الكبير الأثريّ، ففي العام ١٩٤٥، وضعتِ السلطات الفرنسيّةُ يدها على الدير لاستضافة اللاجئاتِ المسلمات من سوريا بسبب الحوادث في الحرب آنذاك. وفي العام ١٩٥٨ انقلبتِ الطبيعةُ على رأس الدير حينما نزلت عليه صاعقةٌ هدمت قبَّته وجزءًا منه، فسارع الرهبانُ إلى تصليح أعطالِها وترميم القبّةِ. وتزامنتِ الخطوة واكتشافَ لجنةِ الآثار في الباحة المحاذيةِ لحارة الدير كنيسةً بيزنطيّةً وحمّاماتٍ رومانيّة.

في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين اشتُهِرَ الديرُ بإحياء مهرجانات فنيّة ثقافيّة رائدة،

وحين ألـمّتِ الحربُ الداخليّة الأهليّة بلبنان بدا ديرُ القلعة عُرضةً للقذائف والنار ومطامع الدخلاء على أراضي الوطن، فاستُشهِد الأب الياس لطف الله زينون، وغُيِّب الأبوان ألبير شرفان وسليمان أبي خليل لدى اجتياح الجيش السوري المنطقةَ واقتحامِ جنودِه حرم الدير في ١٣ تشرين الاوّل ١٩٩٠ وسكنوه لغاية العام ألفٍ وتسعِ مئةٍ وتسعةٍ وتسعين (١٩٩٩).

بعدما هدأت لعلعة الرصاص وانحسرت معالمُ الحرب، نفض مار يوحنا القلعة عن وجهه وهيكله علاماتِ الأسى ورمادا ترسّب في أروقته ليكحّل الآباءُ حجارة هذا المعلَم التراثي بسِماتٍ فنيّة بالتنسيق مع مديريّة الآثار في وزارة الثقافة بدءًا من تاريخ إخلائه. منذ ذلك الحين وديرُ مار يوحنا القلعة قلعةٌ تتوهّج عند أعتابها وفي ساحاتها الابداعاتُ الثقافيّة والفنيّة، وتضجّ فيها الحياة نشاطا رعويّا ولقاءاتِ أفراحٍ ومناسباتٍ اجتماعيّة يمنحها الرهبانُ بركَتهم ويبتهلون ليبقى هذا الديرُ مقلَعًا تراثيًّا وساحةً للتلاقي رغم ملمّاتٍ صعابٍ كبّدت هذا الدير وآباءَه وأهلَه حزنا وانتظارا، طال ولا يزال يطولُ عند عتبتِه الأمّ لعودة الأبَوين من غياهب التغييب والخطف.

رئيس الدير: الأب المدبّر بشارة إيليا

قيّم الدير: الأب شربل بو عبود

هاتف: 04/870080 – 04/871213 – 04/871214
فاكس: 04/871438

البريد الاكتروني: stjeankalaa@hotmail.com

دير مار الياس – قرنايل

(تأسس سنة ١٧٤٩، عيده في ٢٠ تموز)

هو ديرٌ يرتفعُ فوق أرضٍ من التاريخ للتاريخ.

من تاريخ لمعيٍّ زمنَ إمارةٍ نبتت في أرض الوطن الى تاريخ أنطونيّ لا يزالُ منذ مئاتٍ ثلاث يسجّلُ في روزنامةِ الأديار حضورَه الرهبانيَّ المتأصّلَ على مدى هذا الوطن.

يوم وَهَب الأمير يوسف مراد أبي اللمع أرضًا وبيتًا في قرنايل إلى الرهبانيّة الأنطونية كان مدركًا أنّ بقاءهما في عهدة هذه الرهبنة ضمانة لبقاء ذاكرة لمعيّةٍ في ضوء شموع ديرٍ ضمَّ البيت والأرض في حجارته وثبّتها قوسِ إيمانٍ تحت سيف مار الياس رمزا لصمود بشريٍّ يستقي من الإيمان صمودًا روحيًّا ربّانيًّا.

الشفيع مار الياس الحيّ لم تغفل عينًه ولا سيفُه يوما عن أهل قرنايل، هناك حيث الأنطونيون على تماسّ مُحبٍّ مع الطائفة الدرزيّة عام ألفٍ وسبعِ مئةٍ وتسعةٍ وأربعين، ومن حينها يعرفون أنّهم مع الإخوة الدروز، إنّما يدرزون سورًا من أمانٍ في بلدة تختلط عليها طوائفُها ويحميها مار الياس من لحظات الخوف والتخلّي.

وعلى هذه النيّة، ارتفع بناء الأنطش الأنطوني عهدَ الرئيس العام الأبّاتي إبراهيم آصاف (١٧٤٨-١٧٥٥)، ومعه ارتفعت صلوات المسيحيّين والدروز معا، فللدروز مع القديس إيليّا مسيرة صلاة وإيمان وحفنات نذور يلقونها عند عتبة الدير وتحت مذبحه كي يحفظ أولادهم وعائلاتِهم، وكي لا يظلوا زائرين اعتنق عددٌ من أقرباء الامير يوسف الديانة المسيحيّة مقتبلين سر ّالعماد وصاروا تحت سقف الدير من أهل الدير، في وقتٍ خصّص الامير يوسف قسمًا من موارده ليؤمّن للرهبان معيشتَهم اليوميّة.

هذه الرّوابط الأسَريّة بين الأنطونيين والدروز في قرنايل حدَتْ بالرهبنة الأنطونية لتأسيس مدرسة قرب الدير لتعليم الأحداث. تولّى مسؤوليّتها الأب شاوول الأسمر “نبيّ قرنايل”، كما كانوا يسمّونه، لشجاعتِه واحترام الدروز له إبّان مرحل رئاستِه الدير لتسع سنوات بين ١٩٢٢ و١٩٣١.

ومن منتصف القرن العشرين حتى ما قُبَيل الحرب الأهليّة اللبنانيّة عرف دير مار الياس قرنايل مراحل تطوير في بنائه وهندسته شملت بناء دير جديد من ثلاث طبقات، فتوسعَت الكنيسة ونُقلت المدافن من الباحة الى تحت الكنيسة، لكنّ الحرب هجّرت شريحة كبيرة من المسيحيّين من غير أن تنفي الرهبان من ديرهم رغم تعرّض المدرسة للهدم جرّاء الحرب بل تعمّدت العلاقة الأخويّة بين الرهبان والأهالي الدروز أكثر وتتثبّتت في أرض تتسع لهم معا، فكثّف الرهبان نشاطهَم واهتمّوا الى جانب العمل الرعويّ والاجتماعي والتربوي في قرنايل بخدمة رعايا مجاورة من مثل فالوغا، وبحوّارة، وكفرسلوان، وصليما.

عشيّة الألفيّة الثالثة، في العام تسعة وتسعين، بدأ ترميمُ الدير وإضافةُ صالة للرعيّة، وجرف المدرسة المهدّمة الملاصقة للدير على عهد الأباتي سمعان عطاالله. وفي العام ألفين وثلاثة عشَرَ اكتست كنيسة الدير وصالة الرعيّة الحجرَ الصخريَّ وتجمّلت بسماتٍ من التراث حتى دُشّنت من جديد، على عهد الأباتي داود رعيدي، في الثامنَ عشَرَ من تموز ألفينِ وخمسةَ عشَرَ ببركة صاحب السيادة المطران بولس مطر رئيس اساقفة بيروت.

واليوم، يمثل دير مار الياس النبيّ في قرنايل جامعًا بين حنايا صخره عاطفة المسيحيّين والدروز لبعضهم البعض تحت سقفه المبارَك والمبارِك أهالي بلدةٍ توطّدت اواصرُهم قبل الحرب وفيها وبعدَها وشهد التاريخ لهم أنّهم مثالٌ للبعد الأخويّ الرّوحيّ والإنسانيّ عِمادُه رهبانٌ أنطونيّون يخدمونَ الرّعيّة بلا تفرقة بين ابناء الكنيسة وإخوتهم الدروز في ظلّ مدّهم جسورَ الحوار والانفتاح ليبقى الاسم حاضرا اليوم وغدا، ويدوم التاريخ فوق أرضٍ قرنايليّة وباتت الى ما يشاء الله واحدة من المواقع الأنطونية استكمالا لرسالة رهبانيّة تجتاز الحجرَ الى القلب، وتعدّد الديانات الى وَحدة الروح.

رئيس الدير وخادم رعية الدير: الأب الياس شخطوره

قيّم الدير: الأب أنطوان داغر

هاتف: 05/360710

دير مار سمعان العامودي – عين القبو

(تأسّس سنة ١٧٥٦، عيد شفيعه في ١ أيلول)

على مرمى لحظة من عينِ السماء وامتدادِ سفح جبل الصنين يقف ديرُ مار سمعان العموديّ حارسًا الأعالي المتنيّة.

بدايةً، استلم الأنطونيون الديرَ عام ١٧٥٦، عبارةً عن غُرفِ خشبيّة وكنيسة الملاكَين، فسمّوها على اسم شفيعه الجديد مار سمعان، وبَنوا فيه أقبيةً تحاذيها حارةٌ كبيرة للقزّ، ومطحنةً تجدَّدَ بناؤها عهدَ الأب سمعان مرعي مطر قبل أفولِ القرنِ التاسعَ عشَرَ بعقدٍ واحد (١٨٩٠).

حتّى أواخرِ سبعينيّات القرن العشرين، ولِما يقاربُ الأربعينَ عامًا ظلّ الديرُ صامتًا وحيدًا بعدما أُقفِلت أبوابُه بأمرٍ من زوّارٍ رسوليّينَ قصدوا المنطقة عام ألفٍ وتسعِ مئة وثمانيةٍ وثلاثين (١٩٣٨)، فشهدَ حملة ترميم جذريّة لرفع رُكامِه وازالةِ الاهتراء اللاحق بخشبِه عهدَ الأبّاتي الياس عطاالله، فتابع القيّمُ العامُّ الأب بولس دحدح ترميمَه جذريًّا عام خمسةٍ وثمانين (١٩٨٥) ثمّ أشرفَ الأب طانيوس عون على إنهاء الترميم وبناءِ قبّة، مستصلحًا الأراضي فاتحًا أبوابَ الدير لرهبانٍ يَنشدون التأمّلَ في سكينة المكان المصلّي.

وما بقي أثرًا حزينًا في ديرٍ شكَّلَ فرحَ روحٍ لكلِّ مَن زاره صيفًا وشتاءً بقصْدِ الصلاة والهدوء أيّامَ رئاسة الأب نعمة الله خيرالله، هو سقوط هذا الراهب الفاضل صريعا بانقلاب “تراكتور” كان يقودُه في استصلاح الأراضي. فخلفَه مَن تابعوا مهمّة الزرع والسقي وتربيةِ الماشية، ومَن وسّعوا المداخل وافتتحوا قاعة فسيحة للاستقبال، ليستمرَّ ديرُ مار سمعان العموديّ ديرَ الرهبان المستقبلين الضيوف في أجواءِ دِعةٍ وبساطةٍ وضمن موقعٍ يشمّ تربة الأرض ورائحةَ السماء في آن، فيعبق مَن حوله في رعيّة زبّوغة إيمانًا نابعًا من جبل هو بين الله والأرض كلمةٌ ودعاء.

رئيس الدير: الأب مارون عاقوري

قيّم الدير: الأخ جورجيوس سعد

هاتف وفاكس: 04/280491

دير القدّيسين بطرس وبولس – قطّين

(تأسس سنة ١٧٦٠، عيده في ٢٩ حزيران)

مطلع آذار ١٧٦٠، بعد ستّة عقود من نشوء الرهبنة الأنطونية، وَهَبَ المطران جبرائيل عوّاد الرهبنةَ الأنطونية آنذاك ديرَ الرسولَيْنِ مار بطرس وبولس – قطّين في عاصمة الجنوب المسيحيّة جزين، وعلى مرّ السنين، خدم الأنطونيون في هذا الدير ووسّعوه وحمَوه من غدرات الزمن ليمرَّ قرنٌ بحاله على تسلّمهم أمانةَ دير الرسولَيْن وترخيَ مجازر عام ١٨٦٠ دماءَها وعبثيّتَها في جزين فتصيب الدير دمارًا وخرابًا وحرقًا وتُحوّلُ مزروعاته هشيمًا ويباسًا.

وكما بعد كلِّ انكسار قسريٍّ تقفُ الأنطونية على مذابحها بإرادة روحيّة وعزيمة رهبانيّة، هكذا عاد الآباءُ المهجَّرون ومَن بقي منهم على قيد العمر ليرمّموا ما صار “قاعا صفصافا” أشبه بدير، بل بمشروع بناءٍ عليهم إعلاؤه صوبَ الرب وتحت عينه. وما لبثتِ الحجارةُ الجديدة أن تآخت وتربةَ الدير الرسوليّ، وامتدّت عاليةً لتعيدَ للمكان مكانتَه، وتبدأ نهضة نوعيّة تربوية للأنطونيّة تجلّت عام ألفٍ وتسع مئةٍ وتسعة (١٩٠٩) بمدرسة مختلطةٍ للأحداث تابعة للدير تدرّجت نشأتُها التصاعديّة حتى ذروتها عام تسعة وثلاثين (١٩٣٩) بتسجيل عدد كبير من تلاميذ القرى الجزينيّة والمحيطة، إلا أنّ الطبيعةَ غيرَ الرحومة هدّت أركانَ الدير من جديد عام (ستة وخمسين) ١٩٥٦ بزلزالٍ ضرب لبنان وخرّب مزرعةَ القطين، وبما فيها ديرُ مار بطرس وبولس، وكأنّه كُتبَ كلَّ مئة عام على هذا الدير أن يُصابَ بنكبة في بنائه تحملُ آباءه كلّ مرّة على إعادة لملمة ما تشظّى وما تشلّأ فيه ليرسموا له هندسةً جديدة ويرمّموه بغرف إضافيّة مستصلحين الأراضي في الجوار بهدف إبقاء الأقدام المسيحيّة في تربتها بدلًا من الأقدام التهجيريّة، ولتعملَ أيدي الأسَرِ المسيحيّة في الأرض زرعًا واخضرارًا وتقتاتَ من عجينةِ رغيف التراب رغيفًا سماويًّا.

ولترسيخ هذا الهدف لجأ الأنطونيون الى فرز أراضي الدير وبيعِها من المسيحيين لإبقاء أبناء الكنيسة في محيط كنيستهم وأرضهم الأمّ وهُويّتهم الدينيّة، ودرءًا للهجرة بل التهجير الإضافي الممعنِ في تشريد شعب الكنيسة بالتكافل مع حرب تشطب عن الـهٌويَّةِ الأسماء طائفيًّا.

ما سعى اليه الأنطونيون في أراضيهم لم يَجرِ بما تشتهيه مواسمُ الحرب إذِ ازداد الرحيل عمقًا ولم يتشجّع المسيحيّون الخائبون من أوضاعهم المزرية ليشتروا أرضا ويستثمروها أو يبنوا بيوتا قرب الدير مع ما وفّره الديرَ من جرٍّ للماء الى المنطقة والقرى المجاورة في صيدون وحيداب، كما عَمَدَ الرهبان من خلال الحرب اللبنانيّة والاحتلال الاسرائيليّ على الاهتمام لفترة طويلة بعائلات المنطقة.

ومع انتهاء الحرب الأهليّة وعشيةَ تحرير الجنوب لاحت أزمةٌ أخرى في الدير عام تسعةٍ وتسعين (١٩٩٩) بتسرّب المياه الى أساساته وتعرّضه للتداعي، فعَمَدتِ الرهبنة الى تصليح ما خُرِّبَ تفاديا لخراب أكبر، فخلعت على الدير أبهى حلّةٍ من المدخل والقناطر المستحدثة، والصالونات المكحَّل حجرُها، الى الباحة الداخلية والغرف، كما رُمِّمتِ الكنيسة، كنيسة الرعية كلها، وثبّت في الخارج مذبح تتسعُ باحتُه للمناسبات الكبرى على وقع جرس نفاعيّ صُنِعَ في بيت شباب ورُفع على القُبّةِ الجديدة للكنيسةِ وصليب المجد في الأوّل من حزيران عام ألفين واثني عشر (٢٠١٢) وسط غابة من الاشجار المسبِّحةِ الله صبحا ومساء.

هناك في تلك الأفياء الرّبّانية استظلّت محبسة جديدة على اسم القديس يوسف وضمّت الى سكونها الحبيسَ الأنطوني الجديد الاب روجيه وهبه في الثاني عشرَ من تشرين الثاني ألفين وستّة عشَر (٢٠١٦) لتبدأ من جوار محبسة دير مار بطرس وبولس القديمة العهد رحلة المحبسة الجديدة الشقيقة وتتعالى صلوات وتأمّلاتٌ ترقى الى مسامع الله من راهبٍ نذرَ ترهّبَه للتنسّك بعد مسيرة مديدة من العطاء الرّهبانيّ.

وليس التنسّك بغريبٍ عن عالم هذا الدير، فهو منذ قرنين ونصف القرن يُحيِي بأسرتِه الرّهبانيّة الأنطونية المنطقةَ وأهلَها إرشادًا ووعظًا ولقاءاتٍ روحية، ويلتمُّ تحت سقف كنيسته الناسُ باعتبارِها رعيَّتَهم وملاذَهم ولقاءَهم بالله وبابنِه ربِّنا يسوع المسيح في الآحاد والمناسبات والاعياد… كما شكّلَ بوجوده دلالةً دامغة على البقاء المسيحيّ ووجودِ المسيحيّين اللابدَّ منه في جزين وفاءً لذاكرة من سقطوا وأُهدِرَت دماؤهم في أرض جنوبيّة، وفاءً لأصوات من استغاثوا بالنجاة من الحرب فسدّدوا باستشهادِهم الديون عن الأحياء وأردَوا عنهم الخطر. ولا يزال دير مار بطرس وبولس يلاقي أصواتهم ووجوهَهم الباقية في ملامح أبنائهم وأحفادهم بالصلاة ورفعِ النوايا وقرعِ الأجراس إيذانا بأنّ الروحَ المسيحيّة باقية وراسخة ودائمة ببركة رهبان أصرُّوا على البقاء، ولإعلاء شأن الدير والرعية في نهج يلاقي الأنطونية ومبادءَها منذ تأسيسها الى أيَّامنا، ويثبت انها حيثما حلّت دَيْرنَت معها الترابَ والجوارَ والناس وارتفعت شهادةً مسيحيةً ودلالة لبقائها.

رئيس الدير وخادم رعية الدير: الأب فيلمون سلوان

قيّم الدير: الأب بطرس عاقوري

هاتف وفاكس: 07/805048

دير مار أنطونيوس – الحدت – بعبدا

(تأسس سنة ١٧٦٤، عيده في ١٧ كانون الثاني)

من بيوتٍ خشبيّة أشبهِ بحطب المغارة وكابيلا يتضوّع فيها بخور الصلاة الى مدرسة طالبيّة ومكتبةٍ تحتضن ذاكرة المخطوطات فملتقى أهل الرأي والفكر… محطّاتٌ لامعةٌ أضاءت دير مار أنطونيوس الكبير في الحدت-بعبدا منذ تسلّمه الرّهبان الأنطونيون في حجّةٍ ممهورةٍ منتصف شهر شباط ألفٍ وسبعِ مئةٍ وأربعةٍ وستين (١٧٦٤).

على اسم أبي الرهبان ارتفع بناءُ هذا الديرِ وكثرت غرفُه وقاعاتُه لتستقبلَ مطلع القرن التاسعَ عشرَ بدءا من العام ألف وثماني مئةٍ وخمسةَ عشرَ (١٨١٥) الرهبان الطلبة ليعيشوا حياة تهيّئهم لاكتشاف دعوتهم قبل نذرِهم نذورَهم، محاطين ببساتينَ وخضرةٍ في محلّة سُمّيت “رويسة الشرفة” وبمكتبة غنيّة بمخطوطاتٍ دمغ فيها الأقدمون فكرَهم وتأملاتِهم حتى مجيء الفرنسيين عتيدا وعتادا الى الدير وتمركزهم فيه إبّان فترة الاستعمار الفرنسيّ وبعد ثورة العامِ ألفٍ وثماني مئة وستين. وإذا كانت الحرب تشوّه صور السلام، والثورات تحرق لوحات القديسين كما احترقت صورة القديس انطونيوس الكبير، فإنّ الحضور الفرنسيّ في الدير عنوةً ترافق وحملَهم صورة القديس أنطونيوس البادواني من الغرب وتثبيتِها في الدير حيث صار للموقع الأنطوني الدَّيريّ قديسان: انطونيوس الكبير يحيون عيده في السّابع َعشرَ من كانون الأوّل، وانطونيوس البادواني يحتفلون بعيده في الثالثَ عشرَ من حزيران.

ولم تقتصرْ رسالةُ الأنطونيين على اداء الصلاة منفردين أو مجتمعين خلف أبواب دير مار أنطونيوس، بل شرّعوها للناس وجمعوهم حول نخبة من المفكّرين في السياسة والفكر والرأي والكلمة فترةَ رئاسةِ الأب المدبّر يوسف الشدياق في عهد المتصرفيّة، ليتحوّل “صالون الدير الأزرق” بلون شعار الرّهبنة، ملتقى البحّاثة في الفكرة اللبنانيّة، وهُويّتها وإشكاليّاتها ولا سيّما انتظارات استقلال لبنان.

ولأنّ الأب شدياق نجح في فتح الآفاق بين الدير والناس، بين المواطنين والمفكّرين، مضى من تحت سقف الدير يشيّد الفكرة المستقبليّة والمشاريع التربويّة الثقافيّة المتتالية بدءًا من مدرسة مار يوسف الأنطونية والمطبعة الأنطونية عامَ ألفٍ وتسعِ مئةٍ وستة (١٩٠٦)، مرورًا بتجديدِ مجلّة “كوكب البريّة” في الدير عام الفٍ وتسعِ مئةٍ وأحدَ عشِر (١٩١١) وصولا الى جرّ مياه عين الدلبة من وادي حمّانا إلى الساحل في العامِ عينِه. رؤيا مضيئة أرادها الأب شدياق منارةً باللغة والحرفِ والمعرفة، لكنّ لغة الحرب العالميّة الأولى أتت عكسَ قاموسِه فأحرقتِ الأوراق وكسّرتِ وأقفلت مصادر المياه ليبدأ الموتُ عطشًا وجوعًا وتبقى ذكرى الأب شدياق كبيرة محفورة في حجارة دير مار انطونيوس الكبير.

الرعايا التي يخدمها رهبان الدير

هذا الانتشارُ للمعهد بجوار الدير الأصل، وضعَ الرهبان على تماسّ مع أبناء الرعايا المجاورة حيث لا يزالون من سنواتٍ قديمة يؤدّون خدماتِهم الرعويّة في مار يوسف- حارة البطم، مار مارون الأنطونية (الحدت)، سيّدة النجاة المرداشة وبطشيه، مار ميخائيل حارة الست (قرب وادي شحرور)، مار انطونيوس – حارة التين (وادي شحرور)، وعين عنوب، وعيناب، ودقون، وكفرمتى.

وقد كان للرهبان الأنطونيين سابقًا منذ حلولهم في الدير حضورٌ في رعايا أخرى شملت حارة البطم، الحدت، فرن الشباك، الحازمية، جسر الباشا، الليلكي، تحويطة النهر، تحويطة الغدير، المرداشة، كفرشيما، ووادي شحرور.

رئيس الدير: الأب فادي طوق

قيّم الدير: الأب دجوني الحاصباني

هاتف: 05/468223/5 – 05/920266/7 – 05/921140/1/2
فاكس: 05/468224
ص.ب: 40032 بعبدا

دير مار نوهرا – القنـزوح – فتقا

(تأسّس سنة ١٨٦٤، عيده في ٢٢ تموز)

في منطقة كسروانيّةٍ، هي النقطةُ المحوريّةُ والجوهريّةُ لبداياتِ الرّهبنة الأنطونية، وفوق آثارٍ فينيقيّةٍ ورومانيّةٍ وبيزنطيّةٍ ومسيحيّةٍ يعلو ديرُ ما نهرا منذ أواسط القرن التاسعَ عشَر (١٨٦٤)، ويتربّع أعلى تلّة القنزوح – فتقا حيث المشهديّةُ التأمليّة من الدير باتجاه البحر رسمت خيوطًا زرقاء عكست لون السماء، وقرّبتِ الرهبانَ منها بالصلاة والتنسك بجانب انغماسهم في تربة الأرض فاستنبتوا منها نسّاكًا يفتحون من صومعتهم بابَ الدعوات لأبناء البلدة وقاصدي الدير وأولئك المصابين بضعف في عيونهم متلمّسين الشفاءَ وإعادةَ النور اليها بقبَس نعمةٍ من شفيع الدير.

ومع مرور سبعة عقود، شهد من خلالِها الديرُ إقبالا على الدعوات حتى في غمرة الحرب العالميّة الأولى، راح عددُ الرهبان ينخفض فأقفل الدير ليتحوّلَ الى مستشفى عام ألفٍ وتسعِ مئة وأربعين (١٩٤٠) ثمّ مدرسة مجّانيّة ما لبثت أن أصابتها الحرب العالميّة الثانية بلعنتها فأُقفِلت صفوفُها ولم يُعاوَدِ التدريسُ فيها الا بعد مرور أربعين عامًا، ولسنة واحدة لا أكثر، رأت بعدها الرّهبنة الأنطونية وجوب إعادة دير مار نهرا الى منبعه الأصل، ديرًا أنطونيًّا يضمّ رهبانًا على غرار البدايات العتيقة. فكان العامُ ثلاثة وثمانين (١٩٨٣) عامَ الانطلاقةِ الجديدة على عهد الأباتي الياس عطاالله، وقد وسّعه تباعًا وعمل القيّمون في ما بعد على ترميم الكنيسة وتزيين الدير وأروقتِه بمنحوتات فنيّة روْنَقَت ممرّاتِه وقاعاتِه بعدما خُصِّصت للرياضات الروحيّة.

أمّا الانجازُ النهائيُّ للترميم وإكساء دير مار نهرا الحلّة الأنطونية الموشّاة برموزها وروحانيّتها فكانت عام ألفين وأحدَ عشَر (٢٠١١) مع اتخاذ الأبّاتي داود رعيدي ومجلسُ الرهبنة قرارا بإنهاء ترميم الدير مع الحفاظ على اللمسات الأولى لتاريخه العريق، فأُعيدَ تدشينُه مساءَ عيد شفيعه مار نوهرا في ٢١ تموز ٢٠١٤، وانضمّ ثلاثةُ رهبان للخدمة الديريّة بالتوازي مع اهتمامهم بالأرض والتربية الدينيّة في مدرسة الدير يديرها علمانيون، لتنشئة روحيّة يُنمُّون الجيل الجديد عليها، كما كان أسلافُهم يحملون زادَ التعليم الدينيّ زوّادةً لأجيال مار نوهرا السالفة.

رئيس الدير: الأب طانيوس صعب

قيّم الدير: الأب الياس الدكاش

هاتف: 09/740901