دير مار سمعان العامودي – عين القبو

(تأسّس سنة ١٧٥٦، عيد شفيعه في ١ أيلول)

على مرمى لحظة من عينِ السماء وامتدادِ سفح جبل الصنين يقف ديرُ مار سمعان العموديّ حارسًا الأعالي المتنيّة.

بدايةً، استلم الأنطونيون الديرَ عام ١٧٥٦، عبارةً عن غُرفِ خشبيّة وكنيسة الملاكَين، فسمّوها على اسم شفيعه الجديد مار سمعان، وبَنوا فيه أقبيةً تحاذيها حارةٌ كبيرة للقزّ، ومطحنةً تجدَّدَ بناؤها عهدَ الأب سمعان مرعي مطر قبل أفولِ القرنِ التاسعَ عشَرَ بعقدٍ واحد (١٨٩٠).

حتّى أواخرِ سبعينيّات القرن العشرين، ولِما يقاربُ الأربعينَ عامًا ظلّ الديرُ صامتًا وحيدًا بعدما أُقفِلت أبوابُه بأمرٍ من زوّارٍ رسوليّينَ قصدوا المنطقة عام ألفٍ وتسعِ مئة وثمانيةٍ وثلاثين (١٩٣٨)، فشهدَ حملة ترميم جذريّة لرفع رُكامِه وازالةِ الاهتراء اللاحق بخشبِه عهدَ الأبّاتي الياس عطاالله، فتابع القيّمُ العامُّ الأب بولس دحدح ترميمَه جذريًّا عام خمسةٍ وثمانين (١٩٨٥) ثمّ أشرفَ الأب طانيوس عون على إنهاء الترميم وبناءِ قبّة، مستصلحًا الأراضي فاتحًا أبوابَ الدير لرهبانٍ يَنشدون التأمّلَ في سكينة المكان المصلّي.

وما بقي أثرًا حزينًا في ديرٍ شكَّلَ فرحَ روحٍ لكلِّ مَن زاره صيفًا وشتاءً بقصْدِ الصلاة والهدوء أيّامَ رئاسة الأب نعمة الله خيرالله، هو سقوط هذا الراهب الفاضل صريعا بانقلاب “تراكتور” كان يقودُه في استصلاح الأراضي. فخلفَه مَن تابعوا مهمّة الزرع والسقي وتربيةِ الماشية، ومَن وسّعوا المداخل وافتتحوا قاعة فسيحة للاستقبال، ليستمرَّ ديرُ مار سمعان العموديّ ديرَ الرهبان المستقبلين الضيوف في أجواءِ دِعةٍ وبساطةٍ وضمن موقعٍ يشمّ تربة الأرض ورائحةَ السماء في آن، فيعبق مَن حوله في رعيّة زبّوغة إيمانًا نابعًا من جبل هو بين الله والأرض كلمةٌ ودعاء.

رئيس الدير: الأب مارون عاقوري

قيّم الدير: الأخ جورجيوس سعد

هاتف وفاكس: 04/280491