دير مار يوحنا مارون – الوكالة العامة لدى الكرسي الرسولي – ودير مار أشعيا – روما (إيطاليا)

(تأسس سنة ١٩٠٦ – عيد مار يوحنا مارون في ٢ آذار، وعيد مار اشعيا في ١٥ تشرين الأول)

يوم تطلّعتِ الرهبانيّة الأنطونية لبناء ديرٍ لها في روما، كانت تصبو لأن يتلقّى أبناؤها المدعوّون للوقوف خلف مذابح الرب علومَهم الفلسفيّةَ واللاهوتيّة في معاهد روما الحَبريّة. لذا، ومع تعيينِ الأب لويس عبيد وكيلًا للرهبنة الأنطونية لدى الكرسيّ الرسولي في روما، رأتِ الرّهبنة في الأمر إشارةَ للبدء بخطوتِها، فنَقَل الأب الوكيل في آخر أيّار عامَ ألفٍ وتسعِ مئة وخمسة (١٩٠٥) الى قداسة البابا بيوس العاشر رغبةَ الرهبنة الأكاديميّة اللاهوتيّة. بارك البابا الفكرة ونشّط الوكيلَ عبيد على البدء بالخطوة، فثُبّتَ الحجرُ الأساس في أقلّ من سنةٍ يوم الثاني من آذار ألفٍ وتسعِ مئة وستة (١٩٠٦) بعد الحصول على إذنٍ من مجمَع نشر الايمان، لكنّ افتتاح الاكليريكيّة في العام ألفٍ وتسعِ مئة وثمانية (١٩٠٨) لم يعمّر مديدًا بسبب شظايا الحرب العالميّة الأولى.

بعدها أضاف الوكيل العامُّ بناءً قرب الوكالة عام ثمانية وعشرين ١٩٢٨ وأضيف بناءٌ آخر عام خمسة وثلاثين (١٩٣٥)، ليُعادَ ترميمُ هذه الأبنية ما بين سنة ١٩٩٣ – ٢٠٠٠.

مرّ حوالى نصف قرنٍ على غياب الاكليركيين الأنطونيين عن مركز خاصٍّ بهم في روما حتى العام ألفٍ وتسعِ مئة وسبعةٍ وخمسين (١٩٥٧) حين قدّم المجمع المقدَّس للكنائس الشرقية في روما مركزًا للرهبان الأنطونيين المتابعين دروسَهم الفلسفية واللاهوتية في محلّة بوتشايا، فسُمّي المركز “معهد مار أشعيا”، على مقربة بل التصاقٍ للمعهد الإكليريكي الأوكرانيّ لمدّة تقارب أربعين عامًا انتهت عام ستةٍ وتسعين (١٩٩٦) باسترجاعِ المجمع المقدّس، المركزَ الأنطوني إلى الكرسي الرسوليّ.

هذه المرّة، حضَرَ الأنطونيون الدارسون في روما مع اكتساب رهبنتِهم في عهدَ الأبّاتي يوحنا سليم قطعة أرض كبيرة مع مبنى في داخلها يحمل اسم “سرينللا” فرممت وافتتحت في الثامن والعشرين من أيّار عامَ تسعة وتسعين (١٩٩٩)، وذلك بحضور البطريرك اغناطيوس داود رئيس المجمع الشرقي. وهكذا تابع الإخوةُ الدارسون علومَهم في الجامعات الحَبريّة وأنجزتِ الرّهبنة القسمَ الثالث عامَ ألفين وخمسةَ عشَرَ (٢٠١٥) وتسع للدارسين وللنشء الرهباني الأنطوني لتزخرَ الرّهبنة بدعواتٍ تؤسّسُ حضورَها من روما قرب الحاضرة الفاتيكانيّة وتحملُ معها الى وطنها الأمّ لبنان خيوطًا من الثياب البابويّة في طيّاتِ الأثواب الرّهبانيّة الأنطونية.

رئيس الدير ووكيل الرهبانية العام لدى الكرسي الرسولي ومعلّم الإخوة الدارسين: الأب يوسف شديد

قيّم الدير: الأب روني حداد

هاتف: 0039/06/45438336

فاكس: 0039/06/45479475

Collegio S. Isaia, La Serenella

Via di Affogalasino, 68 – 00148 Roma – ITALIA

e-mail: laserenella@hotmail.com

المعهد الأنطوني – الحدت – بعبدا

لبعبدا، هذه المدينة المحفورة في اسم الجمهورية اللبنانية، تاريخٌ وذاكرة في حرم الرهبنة الأنطونية. فهي المدينة المثل للعلم والحرف بالنسبة اليهم، وعلى أرضها مشت أجيال تلو أجيال صوب الأنطونيين تتلقى العلم في المعهد الأنطوني. والمعهدُ تعودُ جذورُه لديرٍ استلمه الأنطونيون من آل ياغي الحلو في القرن الأوّل من عهد رهبنتِهم عام الفٍ وسبعِ مئة وأربعة وستّين على اسم القديس انطونيوس. ومنذ مطلع القرن العشرين بُنيت المدرسة الأنطونية على أرض الدير بهمّة من المدبّر الاب يوسف الشدياق، ليبدأ المشوار الأنطوني مع مدرسة ستمسي في تاريخهم معهدًا تاريخيًّا يحملُ صدى الشهادات لبراعمَ فتيّة تفتّحت على مقاعد المدرسة – المعهد مذ متّن الأنطونيون مدارسَهم في المتن جنوبا وشمالا، وجذّروا الحرف في صخور تلال الحدت، بعدما تفرّق الرهبان في هجرة قسريّة فرضها عليهم الأتراك في الحرب العالميّة الأولى فلجأوا الى حارة البطم المعروفة بحارة الأمير يوسف داود شهاب، ليعودوا ويَتدَيرنوا في مكانهم الأمّ ويخدموا رعايا بعبدا وسبنيه والحدت بالكلمة والقداديس.

على واحدة من الصخور المتجذّرة في الحدت ارتفعت قرب دير مار انطونيوس عامَ الفٍ وتسعِ مئة وثمانيةٍ وأربعين مدرسة هي امتدادٌ وثمرة انتقال مدرسة الرهبنة من دير مار أشعيا الى دير مار انطونيوس، وما هي الا سنوات حتى ارتدت المدرسة طابعًا حديثا سمُّي “المعهد الأنطوني الحديث” بإدارة الاب ميخائيل معوّض حافظ ذاكرة الكلمة والإبداع والأدب.

تميّز “المعهد الأنطوني” بوسعِه ومداه وانبساط ملاعبه وكثرة صفوفه واتساعه لطلاب الرهبنة ولأولاد الرعايا والمناطق المجاورة، واكتسى بدءا من العام ألفٍ وتسعِ مئة وستّين هندسة فريدة، تُوشّحها الشبابيكُ والأبوابُ الزرقاء فوق التلة الخضراء ليتماهى اللونانِ بريشة المهندس “إيكوشار” ويحاكيَا مدرسة السنديانة بوهجٍ جديد ومقاربة مختلفة بناء لخطة منهجيّة رسمتها الرّهبنة برئاسة الأبّاتي مارون حريقة.

 ولأن بعبدا عاصمةُ القصر الرئاسيّ، ومعهدَ الأنطونيين على تلّة الحدت يطلّ من علُ، فإّن أوزار الحرب استسهلت قذائفها وصواريخها الأماكن العالية ومن بينها المعهد، ليصيبَه من شرارة الحرب نيرانها قصفا وتدميرا ستّ مرّات ولتُعَلّقَ المدرسة صفوفَها التعليميّة قسرا وتُحوّلَ قاعات التلاميذ غرفا للمهجّرين واللاجئين من الليلكي وبرج البراجنة.

وبين جولة حرب وصولة مفاوضات لتهدئة جنونها ظلّ الرهبان الأنطونيون مؤمنين بدورهم الرياديّ التعليميّ وبمعهدهم التربوي الذائع الصيت نجاحا وتفوقا فشرعوا في كلّ مرة يبنون ما تهدّم يُعلون ما سقط ويشرّعون المعهد مجدّدا أمام أطفال يحملون أحلامهم في حقائبهم ويدسون فيها خبزا وقلما ودفترا عكس ما دسّت لهم الحرب دما وجوعا ورمادا. ومن حينها، والمعهد الأنطوني يعود وينتفض فينفض عن هيكله الأزرق الرماد وتشعُّ عيناه بجمالات السماء، وهي تُنعم على الأجيال المتتالية نِعمَة العلم والكلمة والمعرفة في ضوء رجاءٍ إيمانيّ لا يخبو نورُه على مذابح الأنطونيين، وفي ديرهم مار أنطونيوس المهدّمِ غير َمرّة أسوة بالمدرسة، والـمُعاد تشييدُه عام تسعين بعد عشر سنوات من الصمت المريب ليرتفعَ قرعُ جرسِه وصوتُ ترانيمه ورائحةُ البخور منه على ضوء شموع تشعّ بالرسالة المارونية من تلّته صوب بيروت الهاجعة في عتمٍ طال سنينَ وسنينَ.

وللمعهد الأنطوني، سيرة تخطّت سطورُها التعليمَ الرّائد والإشعاع التربويّ الى فتح سبل وطرق لاصطياد الآباء بصنارتهم المسيحيّة الناس أبناء الرعايا نحو الصلاة من جهة، والنشاطات الاجتماعية الرعائيّة والكشفيّة والرياضيّة من جهة أخرى في محيط يضمّ المسيحيين والمسلمين على السواء، نجحت الأنطونية في اختباره الصعب، ولاءمت بين رسالتها المسيحيّة وانفتاحها على الآخر من دون أن تلغي وجودها وهُويّتها.

 من هنا توسّعت دائرة الأنطونيين اوسع من الدير الرحب والمدرسة المديدة مكانا وزمانا، وتوثّقت أواصر العلاقات الروحية والاجتماعية مع سكان قضاء بعبدا عبر حركات رهبانيّة، وحملات إرشاد نظمتها الرهبنة بين بعبدا وعاليه لترسيخ الوجود المسيحيّ في ظل حرب مدّت يدها على اعناق المسيحيين لتقطع أنفاس وجودهم، فكان الأنطونيون طليعييّن في جعل الأحزاب اللبنانية تدافع عن المشروع المسيحيّ، وفتحوا منبرهم “الصالون الأزرق” في المعهد الأنطوني للنخبة من المفكرين السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين كي يجمعوا دراساتهم ويدوّنوا مذكّراتهم الوطنيّة إسهاما في نهضة لبنان، منذ أوائل القرن العشرين إلى ما بعد اتفاق الطائف.

بقي المعهد الأنطوني محتضنا التلة وحيدا الى أن دفقت دفعاتُ الخرّيجين، ووجدت الرهبنة أن احتضانهم بعد الدراسة الثانوية هو أمر أساس، فكان العزم على تثبيت جامعة مجاورة للمعهد بل تتتوأم معه في رَحم واحدة لا يفصل بينهما الا الارض الأنطونية نفسها ولون شجر التلّة الأخضر عينه. وفي آب عام ألفٍ وتسعِ مئة وستةٍ وتسعين، وقّع رئيس الجمهورية الياس الهراوي على مرسوم رئاسيّ لتأسيس الجامعة الأنطونية، فوُلدت الجامعة وانجبت كلياتها واتّخذت بعد عام استقلاليّتها وإدارتها الخاصة أسوة بالمعهد وخصوصيّته. وبعد سنوات ستّ عشرة قسّم مجلس المدبّرين التلة الشهيرة إلى جزءين، واحدة للمعهد، وأخرى للجامعة، لاستقبال آلاف المتعلّمين في المدرسة ونظرائهم في الجامعة وسط استحداث أبنية للجزءين. وفي اليوبيل الخمسين بعد المئتين على تأسيس الدير عامَ ألفين وخمسةَ عشَرَ، ثُبّتَ في قلبها تمثالٌ من خمسة أمتار لمار انطونيوس وارتفع على إحدى أبنيته صليب يضيء العاصمة بيروت بوهج الخلاص.

ومهما كُتب أو قيل أو سُمع عن هذا الدير، المعهد – المدرسة يبقَى أثرُه وما حقّقه للأجيال السابقة وما يهيّئه للأجيال الطالعة مفاصلَ تربويّة واجتماعيّة في الحياة اللبنانيّة جذبتِ الرؤساء والساسة والقادة والروحيين الى منابره ولقاءاته ونتاجاته التربوية والفكريّة ليصير َمع الوقت أيقونة بين إيقونات تاريخ الرهبانية الأنطونية في حضن الأب الكبير للرّهبان الحاضنِ مواهبَهم الروحيّة ورسالتَهم الدينيّة في الأديار والمدارس والجامعات والرعايا لجعل لبنان وطنًا متماسكًا في وجه التجارب المضنية.

والتاريخ شاهدٌ للأنطونيّة وكم شهدَ! كم شهِدَ أنّ مركزها الديريَّ في بعبدا شَهِد وشاهد واستُشهد مع الحرب ثمّ عاد ليقومَ من رقدته أعلى، أقوى، وأكثر فعاليّة.

المدير: الأب أندريه ضاهر

القيّم: الأب دجوني الحاصباني

Rue Abbé Hanna Slim
Baabda – Hadath
B.P. 40032 Baabda

Tel: +961 5 468 223
Email: cpa@cpantonins.edu.lb

http://www.cpantonins.edu.lb/

دير مار شربل – وندسور (كندا)

(تأسس سنة ١٩٧٧ – عيد الدير الأحد الثالث من تموز)

تعدّدت أمكنة الأنطونيين وتوحّدت رسالتهُم.

كثرت أمكنتُهم في بيدر زمانهم، وغُرِست حبوب القمح في غير موقع وبلدة وقارّة لتُنبتَ أديارا وتُزهرَ بخورا فيها. ها هم مطلع القرن العشرين غداة الحرب العالمية الأولى وتدميرها البيوت، ينتشرون اصحابها في كندا والولايات المتّحدة الأميركيّة، وأمريكا الوسطى والجنوبية، وتعمّ رسالتُهم الروّحيّة مدنًا عدّة: تورنغتون وألباما ومياغرا وديترويت ووندسور وتورونتو وليمنغتن ولندن وبافالو وهافانا…كما قدِم عدد من الرهبان في اميركا الشمالية أمثال الأب يوحنا الحلو. ثم عمّق الأنطونيون تجذّرَ حضورهِم في كندا، وكَنَّوا ديرهم الجديد على اسم مار شربل فوق ارض اشتراها الأب العامّ مخايل أبو فاضل في منطقة أولدكاستل حيث ارتفع عام ثمانين (١٩٨٠) تمثالٌ للقدّيس شربل في باحة الدير باحتفال ليتورجي مهيب. ومَن تعاقب من الرؤساء على الدير أضاف ورمّم وجدّد فيه فشُيّدت الكنيسة عام ١٩٩٦ وأضيفت صالةٌ كبرى لنشاطات الرعيّة.

هكذا، كبّر الأنطونيون دير مار شربل، وأضاءوا على اسم هذا القديس المارونيّ اللبنانيّ منارةً في الخدمة والتكرّس والصلوات، سمعها كلُّ مَن أمَّ الدير وتلمَّس مع الأنطونيين مدى تَوقِهم لأن يتجلّى الله دوما عبر قدّيسيه ومُرسَليه آيةَ محبّةٍ وخدمة ورعايةٍ للمؤمنين أينما حلّوا في الوطنِ وخارجه.

رئيس الدير وخادم الرعيّة: الأب خيرالله فارس

قيّم الدير: 

هاتف: 001/519/9663817

فاكس: 001/519/2500745

St. Charbel Monastery

5700 Outer Drive – N9A 6J3 Old Castle, Ontario – CANADA

مدرسة مار مارون الأنطونية – الحدت

تعبيًرا عن الدور الخدماتيّ واحتضان الجمهور المسيحي بمختلف طبقاته ومناطقه، عزّز الأنطونيون مراكزهم التربويّة عهد رئاسة الأباتي سمعان عطالله وسعي مجلس مدبّريه لشراء مدرسة الإخوة اللبنانية في حيّ الأنطونية- الحدت الى الرهبنة فتنضمّ لأسرة المدارس الأنطونية وتتيح الفرصة لأبناء المنطقة كي يتعلّموا بأقساط زهيدة بالتوازي مع نشر التعليم المسيحيّ والروح الأنطونية في عداد المتعلّمين وتنشئتهم على مبادئ هذه الرهبنة وسيرتها.

إفتتاح هذه المدرسة منذ العام ٢٠٠٤ وضع الرهبان في علاقة أبويّة – أخويّة مع أبناء الرعية فتعارفوا عائلاتهم ووقفوا على شجونهم وأوضاعهم الماديّة مسهّلين ابواب العمل أمام مَن هم بحاجة لتحصيل لقمة عيشهم وتعليم أولادهم في مدرسة مار مارون الأنطونية لبناء مستقبل زاهر لهم بكرامة وبشهادة يتسلحّون بها علميًّا وعمليًّا.

المدير والقيّم: الأب مارون البشعلاني

هاتف:  472261-05   465109 -05

البريد الإلكتروني: ecolemarmaroun2005@hotmail.com

عظة