(تأسست سنة ١٩٩٦، عيد شفيعتها سيّدة الزروع في ١٥ أيار)
صرحٌ جامعيّ يتسامى، يصافح على مرمى قلب بيده الاكاديميّة قصرا أبيض له يد بيضاء في أزمنة لبنان الرماديّة. فالقصر رئاسيّ يجاور جامعة رئيسة بمناهجها التربويّة الأكاديمية وبريادة جامعيّة لافتة، دربها تبدأ من أرض مباركة، وليدةِ رهبنة عميقة الجذور، الرّهبنة الأنطونية.
ولأن للرّهبنة الأنطونية رؤيا بعيدة أبعدَ من احتضان الأخوة الدّارسين في صفوفها وتعليمهم ليقفوا على مذابح الربّ، سعت الرهبنة لنيل ترخيص جامعيّ لبنانيّ منذ الستينات لكنها لم تنجح في ظلّ حصر الدولة العمل الجامعيّ ضمن الجامعة اللبنانيّة، ثمّ تطلّعت لتأسيس جامعة وكليّة بالتعاون مع لوفان في بلجيكا عام ألفٍ وتسعِ مئة وثمانين الا أنّ الأمورَ لم تنتهِ تنظيميًّا ولوجستيًّا على ما يُرام.
ومع حلول العام تسعين وفي ظروف داخليّة استثنائيّة زمن الحكومة الانتقاليّة، صدر مرسوم وقعته رئاسة مجلس الوزراء بتاريخ الرابع والعشرين من تموز موجبة للأنطونيين حق تأسيس جامعة الرهبانية الأنطونية بخمسة معاهد، لكنّ تبدّل الأوضاع الحكوميّة خريف العام تسعين ألغى ما أثمرته مراسيم الصيف، ولم تشكل تلك الخطوة الا مزيدا من العزم بإيمان رهباني لوجوب تجديد المرسوم.
مع اعادة فتح قصر بعبدا عام ثلاثة وتسعين شقّ الرئيس الراحل الياس الهراوي الطريق لاستصدار مرسوم عن حكومة الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وفي الخامس من تشرين الاول عام ستة وتسعين صدر مرسومٌ بإنشاء الجامعة عبر اختصاصاتٍ عدة توزعت على كليات ومعاهد برئاسة الأب لويس الرهبان. وبعد ستِّ سنوات، خلال عهده، انبثق من الرحم الأنطونية فرع جامعيّ آخر في زحله البقاع في أرض تابعة للرهبنة في النبي إيلا، وافتُتِح عام الفين وواحد في السابع عشر من تموز علامة شاهدة على اللامركزية واللاطائفية لدى الرهبان الأنطونيين عبر حلولهم في زحله، في الفرع المداوي أوجاع البقاعيين الأكاديميّة، والمزوّد أبناءهم بشهادات لها وقعها ومكانتها في المجتمع اللبنانيّ.
ثم انتقلت راية الأمانة الى الأباتي أنطوان راجح فانصرف الى تعزيز منشورات الجامعة حتى استحصلتِ الجامعة عام الفين وتسعة على ترخيص بإنشاء دار نشر فكانت “الدوريات” المجلة السنوية، و”أُورحُو” الموسمية الصادرة عن كليّة اللاهوت والدراسات الرعائية، فضلًا عن منشورات “اسم علم” تكريمًا لأعلام لبنانيين. فعمّد الحجر الأساس للفرع الثالث للجامعة في مجدليا –زغرتا عام الفين وسبعة على ارض دير مار سركيس وباخوس حيث افتتحت كليات هندسة المعلوماتية والاتصالات وادارة الاعمال وبوشر التدريس في السابع والعشرين من اذار عام الفين وتسعة.
صيف الفين وأحد عشر تحوّلت رئاسة الجامعة الى كتف الأب جرمانوس جرمانوس، المساهم الأول زمن البدايات في الرؤيا الجامعيّة وبرامجها وخطة تأسيسها، فأعدّ للجامعة ورشة عمل مزدوجة داخليّة وخارجيّة على مستويات الحجر والبشر والعلاقات الأكاديمية مع جامعات أوروبية وكنديّة، كما فتح أبوابا إضافية للجامعة في بعبدا بعدما صدرت توصياتٌ عن المجمع العامّ للرّهبنة في العام ألفينِ وأحدَ عشَرَ، قضت بتقسيم تلة دير مار انطونيوس الحدث بين المعهد الأنطوني والجامعة الأنطونية، فكانت حصة الجامعة سبعينَ ألفَ متر مربّع ما حدا بالأب الرئيس جرمانوس أن يطرحَ رؤية شاملة للبناء الجامعيّ، تبنّاها مجمع الأباتي داود رعيدي وبدأ تنفيذها منذ العام ٢٠١٤ وتمثلت بهيكليّة متكاملة لأبنيتها، وبتركيز كلّ من كلّيّاتها في مبنى خاصّ فضلا عن ارتفاع دير للرهبان يحاكي الجامعة بمشاركتِها الوجهَ الأكاديميّ في طبقتِه الأرضيّة ويباركها كلّما قرع جرسُه معلنا نهارا جديدا يطلّ على الجامعة ويضيف لسنيها أياما وأيّاما، وهي تضمُّ ثلاثة آلاف طالب يفخرون بشهاداتهم وينادون جهارا مؤدّين مع جوقة الأنطونية نشيد الجامعة: “جامعتي تفخر بالعلم / تواكب اجيالا دهريّة / جامعتي عاصفة حلم / هي الجامعة الأنطونية”.
نشيدٌ يعبّر خير تعبير عمّا صبت اليه الرّهبنة الأنطونية في سياق مهمّاتها ورسالتها، فرَوحنت المجال الأكاديميّ وأسّست جامعة تابعة لها تزهو بالفكر والحوار والمبادئ وتطلّ من بواّبتها العريقة على جيل الشباب تنشئه وتنمّيه في القلب والروح والعقل والمعرفة خدمة للكنيسة، للوطن وللإنسان.
بعبدا – الحدث (المتن)
هاتف: 05/924073/4/6/7
فاكس: 05/924075
الشمال – مجدليا
هاتف: 06/669101 06/669102
فاكس: 06/669103
البقاع – النبي أيلا – رياق
هاتف: 08/902020
فاكس: 08/902050
رئيس الجامعة | الأب ميشال السغبيني |
أمين عام الجامعة ونائب الرئيس للشؤون الإدارية | الأب زياد معتوق |
قيّم الجامعة | الأب شكري الخوري |
نائب الرئيس للتنمية البشرية المتكاملة | الأب جان العلم |
مدير الفرع الجامعي في النبي أيلا – زحله | الأب ريمون هاشم |
مدير الفرع الجامعي في مجدليا – زغرتا | الأب ماجد مارون |
عميد كلية العلوم اللاهوتية | الأب أنطوان عبود |
مرشد عام | الأب روبن مخول أبي صعب |
مدير جوقة الجامعة الأنطونية | الأب توفيق معتوق |