دير سيّدة النجاة – المينا

(تأسس سنة ١٨٥٠، عيده في ١٥ آب)

في الميناء تدفَقُ المياهُ لترويَ البلدةَ العطشى مع تقلّبِ المواسمِ وناسَها الظامئين الى الحياة، ويرسو ديرٌ على امتداد ساحة المينا الطرابلسيّة لينهلَ من خمره المؤمنون صلاةً ويتناولون الخبز من مذبح كنيسته قربانة.

هكذا عرف الطرابلسيّون الرّهبانَ الأنطونيين منذ منتصف القرن الثامن عشرَ (١٨٥١) عام الفٍ وثماني مئة وواحدٍ وخمسين جيرانًا وأهلا وآباءً يخدمون الرّعيةَ ملبّين نداءَ غبطة البطريرك بولس مسعد لهم ليكونَ للموارنةِ عصا رعاية في أسكلة طرابلس، فنما وجودُهم كحبّة القمح وأزهرَ بيدرُهم سنابلَ امتدّت شعاعًا مذهّبًا من الحارة الأمّ بطبقتين متواضعتين ضمنهما كنيسةٌ ذاتُ مذبح خشبيّ استُقدمَ من فرنسا على اسم السيدة العذراء، وحجرُ جرن عماد من مقلع دير مار روكز لتبدأ مسيرة أنطونيّة مع العائلات المارونيّة والأرمنية، ثمّ بمدرسة مجّانيّة ملاصقة للانطش المبني والكنيسة عام ألفٍ وتسعِ مئة وثلاثة وستين (١٩٦٣).

وبهدف خدمة مزدوجة رعويّة وتربويّة، وسّع الرهبان الأنطونيون في تسعينيّات القرن الماضي بناء المدرسة في المينا في نطاق أربعةِ آلاف متر مربّع من الاستملاكات الإضافيّة، ترافقت وإنجاز صالة مشتركة للرعيّة والمدرسة ملاصقة لحائط الكنيسة وقد تمّ تجميلُها بقبّة وجرسَين وقرميد وصالة رعويّة مع توسيع بناء الدير ضمن مساحةِ ألفٍ وخمسين مترًا وبناءٍ للمدرسة بمساحة أربعة آلاف مترٍ في عهد الأبّاتي داود رعيدي توُّجت بتدشين الموقع الأنطوني ديرا ومدرسة عام ألفين وخمسةَ عشَرَ ليتثبّتَ ديرا وحيدا للرهبان الرجال في الميناء – علمًا أنّ الرهبانيّات النسائيّة غادرت الميناء وتركته في عطشٍ للرسالة الروحيّة – فارتفع البناءانِ الديريّ والمدرسيّ في تماهٍ هندسيّ شكّل تزاوجًا فنيًا وتشابكًا روحيًا تربويًا يُثمرُ جيلا من المتعلّمين وأفواجًا من المؤمنين المتكّلين على العذراء “سيّدة النجاة” المباركة يوميّاتهم في منطقة الميناء، منطقة الاختلاط البشريّ والانتماء المتعدّد. وهذا ليس الا جزءا اساسًا من رسالة الأنطونيين المقبلين نحو كلّ منطقة تتداخل فيها الطوائف وأشكال العبادة، يتخطّى معها الأنطونيون الحجر الى البشر، الى بناء الانسان على مداميكَ ربّانيّة أبويّةِ النِعَم وأنطونيّة الرعاية.

رئيس الدير وخادم الرعية: الأب فادي الحاج موسى

قيّم الدير: الأب مارون مطر

هاتف: 06/600909
فاكس: 06/201525