دير سيّدة المعونات – شملان

(تأسس سنة ١٩٢٨، عيده في ١٥ آب)

لدير سيّدة المعونات جذورٌ ضاربة في التآخي الوطنيّ والانصهار المناطقيّ. وإن كانت الاديار الأنطونية بُنيت ورُفعت بأيدي رهبانها ونواياهم الايمانية، فانّ دير سيدة المعونات شملان تعالت حجارته بساعد أميريّة مدّها الأمير حيدر أحمد الشهابي ليمهّد لإعمار الدير بعدما مهّدت عمارة العلاقة الوديّة والروحية بين الامراء الشهابيين والرهبان الأنطونيين الى تمسحنِ بعض الامراء على مرّ السنين بفعلِ خدمة الرهبان الأنطونيين وتأثيرهم بالأمراء الدروز.

ولذا، وقف الأمير حيدر الشهابي أموالا وأملاكًا في شملان إلى الرهبنة الأنطونية، كما وقفت قرينته أملاكها الى الرهبنة عهد الأباتي إبراهيم نصر البسكنتاوي، ليعلو بناء دير سيدة المعونات وينتقل من النوايا الى تقديم القرابين ورفع البخور في عيد انتقال السيدة العذراء ١٨٢٨. إزاء هذين الثقة والإئتمان من الدروز راح الرّهبان يُغنون الأراضي زرعًا بأيديهم فيما اصواتهم تغرس المزيد من العمق الروحي في عمق البلدة ويتجاوب صداها والجوار. وراح الأنطونيون يخدمون الأمراء ومنهم: انطونيوس شراباتي الحلبي مرشد الأمير حيدر في شملان، ثم مرشد الأمير بشير الشهابي في بيت الدين لمدة تسع سنوات.

رسالة الأنطونيين كتبوها صلاة تبشيريّة بيد وسطورا تربوية بيد أخرى حيث كانت المدرسة مركزيّة عملهم وأدائهم، وينهلون ضمنها الثقافة المسيحيّة لتمكّنهم من مواجهة الطروحات المسيحية الكاثوليكية المنتشرة آنذاك في شملان حوالى العام ١٨٧١، غير أنّ المدرسة أُقفلت أوائل القرن العشرين على وقع فتح الحروب نيرانها ليعاود الأنطونيون فتحها بعد سكوت الحرب.

تجاورُ المدرسة والدير في أرض واحدة والتصاقهما عزّز المكانة الروحية والتربويّة للأنطونيين معا حتّى توسّع بناء الدير عام ١٩٠٢، لكن ّالرّعيّة تهجّرت العام ١٩٨٣، في حرب تركتِ الحجر يئن على البشر، والدير تهجّرت أصداؤه وترانيمه مع أقدام المهجّرين فحُرق ونُهب وسكنه المسلحون لتُفقد منه صورة العذراء مريم للرّسام الإيطاليّ رافايللو، وانحنى صامتا مفتقدا المسيحيين في شوف خلا من مسيحيِّيه لسنوات قبل ان تلوح مطالع عودة مطلع التسعينات.

هكذا كان، بدأت خطّة الرجوع المتدرّج ترتسم معالمها عند الأنطونيين، ليبدأ الترميم الفعليّ للدير عام ١٩٩١ فالتأمت جراحُ الكنيسة على بعضها البعض، ولملمت شملَ بعض أهل شملان ليرجعَ الى البلدة صوت الدعاء وقرع الجرس ونبض القلوب بالإيمان بقيامة من حرب مريرة.

ومع مرور أكثر من عشرين عامًا وتعزيزا للوجود المسيحي في الشوف والمناطق المهجّر منها المسيحيون رأى مجمع الأبّاتي داود رعيدي ضرورة اعادة بناء دير السيدة وقرّر عام ٢٠١٤ جرف البناء الموجود لإضفاء رمزيّة بناء جديدة على المكان الامّ لدير هو الوحيد لرهبنة الرجال في المنطقة، فرُسمت الخرائط لتوسيع البناء والكنيسة الرهبانية الرعوية، واستحداث صالة لمناسبات الرعيّة وأنجز الأنطونيون المشروع المسيحيّ الكبير في قضاء عاليه سنة ٢٠١٧، فيما رهبانهم يتشاركون رعاية رعايا شملان وعين عنوب ودقون وكفرمتّى وينشرون الكلمة المسيحيّة الحق في أرض استنبتت دماؤها بتلات وزهرات مسيحيّة لأجيال وأجيال.

رئيس الدير وخادم الرعية: الأب شادي أبي اسحاق

قيّم الدير: الأب روكز الجلخ

هاتف: 05/271645    05/272791

فاكس: 05/271644