كلمة قدس الأباتي مارون ابوجوده في تخرّج

تلاميذ مدرسة مار روكز –  حوش حالا

 

 

 

كم يُسعدني ان أشاركَكُم فرحةَ التخرجِ هذا الذي استحققتموه بعدَ خَمْسَ عَشْرَةَ سنةً من الكدِّ والجهد ، فحصَّلتُم من العلمِ والثقافةِ والتربيةِ والأخلاقِ التي سترافِقُكُم بقيةَ حياتِكم. وكم يُحزنُني ما آلت اليه أوضاعُ بلدِنا بسببِ سياساتٍ متهوّرةٍ على مدى عشراتِ السنينِ التي تلهّى خلالَها المسؤولونَ السياسيونَ ضاربينَ عرضَ الحائطِ المصلحةَ العليا للوطن. فبدلَ أن يؤمّنوا التعليمَ للجميع نراهم يَضربونَ  القطاعَ التربويَّ من دونِ ايجادِ بديل، فلا المدرسةُ الرسميةُ بخيرٍ ولا التعليمُ العالي بمنأىً عن الفضائح . وبدلَ أن يعملَ المسؤولونَ بجديةٍ ليبقى لبنانُ مستشفى الشرقِ، نرى كيف يموتُ أطفالُنا على أبوابِ المستشفيات وكيف يَزيدُ مرضُ الفقيرِ لعدمِ إمكاناتِه على شراءِ الدواء.

فأين البطاقةُ التربويةُ لكلِّ طفلٍ بسنِّ  التعليم، واين البطاقةُ الصحيةُ له؟ وكم يُؤسفُنا أن نسمعَ الخطاباتِ الرنّانةِ حول حقوقِ الطفلِ وحقوقِ الإنسان ، ونحن بعيدونَ البُعدَ كُلَّهُ عنها.

أمّا كبارُ السنِّ عندَنا، فنراهم مذلولينَ ومهمّشين وكأنهم أمواتٌ أحياء، لا ضمانَ شيخوخةٍ لهم  ولا حياةً كريمة.

أيها المتخرجاتُ والمتخرجون، لست أمامكم لأُحْبِطَكُم وإنما لأَلْفُتَكُم بعدمِ الوقوعِ في الفخِ الذي وقع فيه المسؤولونَ عندما كانوا في عمرِكم وكلُهم حماسةٌ واندفاع. إحذروا ان تنخرطوا في الطريقِ الملتوي بل اعمَلوا على ان تسيروا في الخطِ المستقيم الذي يضمن لكم حياةً كريمة ، وأسسوا مجتمعاً صالحاً لأبنائِكُم كي لا ينسَوْكم، لا سمحَ الله، يوماً من الأيام .

أيها الأهل الكرام، أهنِّئُكم بأولادِكُم الذين ربَّيتموهُم خيرَ تربية، وأمّنتم لهم العيشَ الكريمَ على الرُّغم من الصعوباتِ الكبيرةِ التي واجهتكُم طوال السنواتِ المنصرمة.

وللإدارة التي حاولت جاهدةً لتأمينِ الأفضلِ لكم أقولُ عافاكُم اللهُ على عملِكُم ، فباسمِ الرهبانيةِ الانطونيةِ وباسمي بصفتي رئيساً عاماً أشكرُ الأب الرئيس الأب طوني تنوري كما أشكرُ خصوصاً الأبَ المديرَ فادي الحاج موسى الذي استقبلَكُم منذ اليومِ الأولِ في مسيرتِكُم التعليميةِ وها هو اليومَ يفتخرُ بكم يومَ تخرُّجِكُم. كما أشكرُ كلَّ من تعبَ عليكم فرداً فرداً من الهيئةِ الإداريةِ والهيئةِ التعليميةِ وكلِّ الموظفينَ على مدى خَمْسَ عَشْرَةَ سنةً من تتلمذِكُم في مدرسة مار روكز الانطونية.

وفي الختام أشكرُ اللهَ تعالى عليكم، فكلُّ تلميذةٍ وتلميذٍ منكم هو نعمةٌ منه تعالى. وفّقكم الله بشفاعةِ مار روكز. مباركٌ تخرُّجُكُم.