دير مار سركيس وباخوس – اهدن

(تأسس سنة ١٧٣٩ – عيده في ٧ تشرين الأول)

من أيدٍ مُمَيرنةٍ ومقدّسة في ثلاثينيّات القرن الثامن عشَرَ، إنتقل هذا الديرُ بأمانة الروح والايمانِ والخدمة الرهبانيّة الى الرّهبان الأنطونيين الأوائل. إنتقلَ بميزةٍ تاريخيّة مارونيّةٍ كونه الديرَ الوحيد الثابت فوق أرضه بذاكرة بخوره وجدرانِه ورهبانِه فيما الأديار الأخرى آلت إلى الأنطونيّين خِربًا أو بقايا أديار. فديرُ مار سركيس وباخوس التاريخيُّ المبنيّةُ حجارتُه على أنقاضِ هيكل ٍكنعاني قديم، استلمته الرّهبنة الأنطونية في بداياتِ خدمتها لتصلّيَ في كنيسته حيث رُسِم كاهنًا الى الأبد الاب اسطفانوس الدويهي، هو مَن اعتلى علمًا وقداسةً كرسيَّ البطاركة، فتابعَ الأنطونيون مسيرة الصلاةِ من الدير السادسِ في عُهدتهم مرمّمينَه وموسّعينَ بناءَه في محلّة تُعرَف برأس النهر شهدت على مدى مئتين وثلاثين سنة ماضية إقبالَ الأساقفة إلى إهدن في الصيف (١٤٧٣-١٧٣٩) متّخذين من هذا الدير الأثريّ مقرّا لهم.

على ثلاث مراحلَ جدّد الأنطونيون ديرَهم الإهدنيّ أقبيةً وكنيسةً وبناءَ طبقة وتدويرَ عقدٍ، وذلك من أواسط القرن التاسعَ عشرَ حتى بداية القرنِ التاسعَ عشرَ حين نُهِبَ الديرُ وأمتعةُ الكنيسة وسُرقتِ الثيابُ والأمانات عامَ ألفٍ وتسعِ مئة واثني عشَرَ (١٩١٢) فيما أقفِلت مدرسة أرادها الأباء لتعليم أبناءِ الجوار بدايةَ العام ألفٍ وتسعِ مئة وثمانية بسبب اندلاعِ الحرب العالميّة الأولى، ليُعادَ على مرّ السنين تصليح الكنيسة وتوسيع خورسِها وترميم الكنيستين في الدير بإشراف المديريّة العامّة للآثار عامَ اثنين وسبعين. ثم رُمّم الطابق العلويّ سنة ١٩٩٣ وفُصل حائط الكنيسة العلويّة عن الطريق.

والمعروف أنّ هذا الديرَ وجارَه مار سركيس زغرتا تتوأما في الرهبنة الأنطونية منذ العام ألفٍ وتسعِ مئة وثمانيةٍ وثلاثين (١٩٣٨) متبادلَين إقامة الرهبانِ فصلَي الشتاء والصيف على مثال سكان إهدن وزغرتا في عيش رهبانيّ متجذّر بالأرض لاستنبات فروع الصلاة المظلّلة المكانَين، والممتدّة الى الجوار في تلاقٍ مع بذور مسيحيّة شبابيّة تنمو في أرضٍ ديريّةٍ أنطونيّةٍ خصبة، وتردّدُ من إهدن التسبيح كلَّ يوم وسنويًّا في ذكرى رسامة المكرّم البطريرك مار اسطفانوس الدويهي الكهنوتيّة لنيلِ بركة بطريرك على طريق القداسة.

رئيس الدير: الأب زكا القزي

قيّم الدير: الأخ جورج ماري كفوري

هاتف: 06/560026
فاكس: 06/560600