دير مار أنطونيوس – الحدت – بعبدا
(تأسس سنة ١٧٦٤، عيده في ١٧ كانون الثاني)
من بيوتٍ خشبيّة أشبهِ بحطب المغارة وكابيلا يتضوّع فيها بخور الصلاة الى مدرسة طالبيّة ومكتبةٍ تحتضن ذاكرة المخطوطات فملتقى أهل الرأي والفكر… محطّاتٌ لامعةٌ أضاءت دير مار أنطونيوس الكبير في الحدت-بعبدا منذ تسلّمه الرّهبان الأنطونيون في حجّةٍ ممهورةٍ منتصف شهر شباط ألفٍ وسبعِ مئةٍ وأربعةٍ وستين (١٧٦٤).
على اسم أبي الرهبان ارتفع بناءُ هذا الديرِ وكثرت غرفُه وقاعاتُه لتستقبلَ مطلع القرن التاسعَ عشرَ بدءا من العام ألف وثماني مئةٍ وخمسةَ عشرَ (١٨١٥) الرهبان الطلبة ليعيشوا حياة تهيّئهم لاكتشاف دعوتهم قبل نذرِهم نذورَهم، محاطين ببساتينَ وخضرةٍ في محلّة سُمّيت “رويسة الشرفة” وبمكتبة غنيّة بمخطوطاتٍ دمغ فيها الأقدمون فكرَهم وتأملاتِهم حتى مجيء الفرنسيين عتيدا وعتادا الى الدير وتمركزهم فيه إبّان فترة الاستعمار الفرنسيّ وبعد ثورة العامِ ألفٍ وثماني مئة وستين. وإذا كانت الحرب تشوّه صور السلام، والثورات تحرق لوحات القديسين كما احترقت صورة القديس انطونيوس الكبير، فإنّ الحضور الفرنسيّ في الدير عنوةً ترافق وحملَهم صورة القديس أنطونيوس البادواني من الغرب وتثبيتِها في الدير حيث صار للموقع الأنطوني الدَّيريّ قديسان: انطونيوس الكبير يحيون عيده في السّابع َعشرَ من كانون الأوّل، وانطونيوس البادواني يحتفلون بعيده في الثالثَ عشرَ من حزيران.
ولم تقتصرْ رسالةُ الأنطونيين على اداء الصلاة منفردين أو مجتمعين خلف أبواب دير مار أنطونيوس، بل شرّعوها للناس وجمعوهم حول نخبة من المفكّرين في السياسة والفكر والرأي والكلمة فترةَ رئاسةِ الأب المدبّر يوسف الشدياق في عهد المتصرفيّة، ليتحوّل “صالون الدير الأزرق” بلون شعار الرّهبنة، ملتقى البحّاثة في الفكرة اللبنانيّة، وهُويّتها وإشكاليّاتها ولا سيّما انتظارات استقلال لبنان.
ولأنّ الأب شدياق نجح في فتح الآفاق بين الدير والناس، بين المواطنين والمفكّرين، مضى من تحت سقف الدير يشيّد الفكرة المستقبليّة والمشاريع التربويّة الثقافيّة المتتالية بدءًا من مدرسة مار يوسف الأنطونية والمطبعة الأنطونية عامَ ألفٍ وتسعِ مئةٍ وستة (١٩٠٦)، مرورًا بتجديدِ مجلّة “كوكب البريّة” في الدير عام الفٍ وتسعِ مئةٍ وأحدَ عشِر (١٩١١) وصولا الى جرّ مياه عين الدلبة من وادي حمّانا إلى الساحل في العامِ عينِه. رؤيا مضيئة أرادها الأب شدياق منارةً باللغة والحرفِ والمعرفة، لكنّ لغة الحرب العالميّة الأولى أتت عكسَ قاموسِه فأحرقتِ الأوراق وكسّرتِ وأقفلت مصادر المياه ليبدأ الموتُ عطشًا وجوعًا وتبقى ذكرى الأب شدياق كبيرة محفورة في حجارة دير مار انطونيوس الكبير.
الرعايا التي يخدمها رهبان الدير
هذا الانتشارُ للمعهد بجوار الدير الأصل، وضعَ الرهبان على تماسّ مع أبناء الرعايا المجاورة حيث لا يزالون من سنواتٍ قديمة يؤدّون خدماتِهم الرعويّة في مار يوسف- حارة البطم، مار مارون الأنطونية (الحدت)، سيّدة النجاة المرداشة وبطشيه، مار ميخائيل حارة الست (قرب وادي شحرور)، مار انطونيوس – حارة التين (وادي شحرور)، وعين عنوب، وعيناب، ودقون، وكفرمتى.
وقد كان للرهبان الأنطونيين سابقًا منذ حلولهم في الدير حضورٌ في رعايا أخرى شملت حارة البطم، الحدت، فرن الشباك، الحازمية، جسر الباشا، الليلكي، تحويطة النهر، تحويطة الغدير، المرداشة، كفرشيما، ووادي شحرور.
رئيس الدير: الأب فادي طوق
قيّم الدير: الأب دجوني الحاصباني
هاتف: 05/468223/5 – 05/920266/7 – 05/921140/1/2
فاكس: 05/468224
ص.ب: 40032 بعبدا